حفيدة صلاح الدين الأيوبي تكتب عن رحلتها من عمان الي القاهرة 

مكتوب بواسطة Abouzekri
  • منذ 12 يوم
  • 225


حفيدة صلاح الدين الأيوبي تكتب عن رحلتها من عمان الي القاهرة 

حفيدة صلاح الدين الأيوبي تكتب عن رحلتها من عمان الي القاهرة 

تقديم : إبراهيم أبوذكري 

حفيدة صلاح الدين الأيوبي تكتب بعد وصولها القاهرة قادمة من بلد المولد المملكة الأردنية الهاشمية واستقرت بها عملا وسكنا بين اشقاءها بمصر، وكأنها تذكرنا بمسؤولية مصر تجاه العرب والمسلمين، مصر البلد التي صدرت الاسلام للعالم كله حتى الي البلد الذي نزلت فيها رسالة الإسلام.

حفيدة صلاح الدين كتبت لتذكّرنا مجد المصريين وبإمكانات عظيمة وامكانيات مالية من موارد مصر استخدمت في توحيد بلاد الشام والحجاز واليمن تحت راية واحدة.

تعبير حفيدة صلاح الدين الأيوبي عن مشاعرها تجاه مصر وإرث جدها هو تعبير يحمل الكثير من الفخر والانتماء. فمصر، عبر تاريخها الطويل، كانت دائمًا نقطة محورية في العالمين العربي والإسلامي، حيث لعبت دورًا بارزًا في نشر الإسلام وتوحيد العرب تحت راية واحدة.

تشير الكتابة إلى أن مصر ليست مجرد دولة، بل هي رمز حضاري وتاريخي يذكر الجميع بمسؤولياتها تجاه القضايا العربية والإسلامية. ففي الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم الإسلامي، تظل مصر بموقعها الجغرافي والتاريخي والإنساني قادرة على أن تكون القاعدة الأساسية في استعادة الوحدة وتعزيز الأمن والاستقرار.

تاريخيًا، كانت لمصر دور كبير في التغيير والتحول من الفاطميين إلى الحكم السني، واستغلال قدراتها الاقتصادية والبشرية لتوحيد الأمة. ومع إعادة إحياء روح الجهاد والحرية، يمكن لمصر أن تقود الخطى نحو تحرير القدس، كما فعل جدها صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين.

إن هذا التوجه يجسد الأمل في المستقبل ورغبة كبيرة في استعادة المجد العربي والإسلامي، حيث يمكن للشباب المصري أن يكونوا هم قادة هذا التغيير والحماية للكرامة العربية والإسلامية.
 .. 
كتبت داما الكردي تقول : 

حين اتخذتُ قراري — دون تردد — بالسفر إلى القاهرة والعمل فيها، كنتُ أعلم أنني أخوض تجربة مختلفة، مليئة بالتحدي والحلم في آنٍ واحد. لم يكن الدافع ماديًا ولا مهنيًا فحسب، بل كان حبًا دفينًا لهذه المدينة التي تشبه الحلم، مدينة لا تنام، تنبض بالحياة في كل زاوية، وتفوح منها رائحة التاريخ والحضارة.
منذ لحظة وصولي إلى أرض الكنانة، شعرتُ أنني لم أغادر وطني قط.
لم أشعر بالغربة يومًا واحدًا، بل أحسستُ وكأنني وُلدتُ هنا، وكأن القاهرة كانت تنتظرني لأكمل فيها فصولًا جديدة من حياتي.

مهنيًا.. من لم يعمل في القاهرة، لم يختبر الإعلام بحق، ولم يعرف معنى المنافسة الحقيقية ولا طعم الإبداع. فهنا عاصمة الفن والإعلام والثقافة، هنا المنابر التي صاغت الوعي العربي، وهنا أسماء حفرت مجدها عبر عقود طويلة. الإعلام في القاهرة ليس مجرد مهنة، بل هو معركة يومية مع الوقت والحدث، مدرسة في الحضور، والإلقاء، والتأثير.
عملتُ مع الأشقاء المصريين في قنوات عربية متعددة، وتعلمت منهم الكثير. 
تعلمت الانضباط، والدقة، والروح الجماعية، وتعلمت أن الشغف بالمهنة هو ما يميز الإعلامي الحقيقي. في القاهرة، كل تجربة تحمل درسًا، وكل زميل هو أستاذ بطريقة أو بأخرى. هذه المدينة علمتني أن الإعلام ليس مجرد صورة على الشاشة، بل رسالة ومسؤولية وأمانة في عنق من يتصدى لها.

أما على الصعيد الإنساني، فالقاهرة منحتني أكثر مما توقعت. الشعب المصري بطبعه طيب، عاطفي، كريم، شهم، وجدع كما نقول بالعامية. يُحب كل من يعيش على أرضه، ويحتضنه بحنان لا مثيل له. لم أشعر للحظة أنني غريبة، بل كنت واحدة منهم، أضحك معهم، أعيش تفاصيلهم اليومية، وأتذوق نكهة الحياة كما يعيشونها ببساطتها وجمالها.

هذا هو الشعب المصري، صاحب حضارة تمتد لآلاف السنين، منبع للفن والضحكة والذكاء الفطري. شعبٌ يستحق الفرح، وبالأردني نقول: «بِيلبَق له الفرح».
ما بين الأردن ومصر: كأردنية — مصرية بالهوى والقلب — أحببت القاهرة من أول نظرة، من أول رحلة، من أول زيارة. كانت مدينة تخطف القلب بلا استئذان. كل شارع فيها يحكي قصة، وكل حجر فيها ينبض بتاريخ طويل من المجد والعراقة. كانت تشدّني إليها زيارةً بعد أخرى، حتى أصبحتُ لا أقدر على الابتعاد عنها.


أشتاق لتراب الأردن الذي احتضن أمي وأبي، وأفتخر بجذوري التي تمتد في جبال السلط وعمان والكرك، لكن هنا في القاهرة أجد الحاضر والمستقبل، وأشعر أنني أنتمي إلى هذه الأرض بقدر ما أنتمي إلى وطني الأول.
وليس في عشقي لمصر ما ينتقص من انتمائي للأردن، ولا في انتمائي ما يقلل من حبي لأم الدنيا. فالحب لا يُقسّم الأوطان، بل يجمعها، كما تجمع النيل بالأردن، والعروبة بالقلب.
نعم، أنا أردنية، مصرية، كردية، حفيدةُ صلاح الدين الأيوبي الذي انطلق من مصر حاملًا راية النصر والعدل.
وربما كان في دمي شيء من حماسته، وفي قلبي شيء من شغفه، وفي روحي شوقٌ لا يهدأ إلى كل أرضٍ عربيةٍ تنبض بالحياة.
بحبك يا مصر… بحبك كما يُحب القلبُ نبضه، وكما يُحب الطيرُ سماءه، وكما يُحبُ الحلمُ أن يتحقق.


حفيدة صلاح الدين الأيوبي تكتب عن رحلتها من عمان الي القاهرة 


قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي