من المسؤول عن بشاعة مشهد التخلص من الكلاب المزعجة لطلاب الفنون

مكتوب بواسطة
  • منذ 4 سنة
  • 881


من المسؤول عن بشاعة مشهد التخلص من الكلاب المزعجة لطلاب الفنون

كتب د. ابراهيم ابوذكري 

موجه من الغضب إجتاحت  أكاديمية الفنون بالجيزة تقدمها طلاب وطالبات المعهد العالي للفنون المسرحية بعد أن شاهدوا بشاعة وقسوة طريقة التخلص من الكلاب الضالة التي كانت تزعجهم داخل أركان الاكاديمية مما دفعهم لإطلاق حملة ضد هذا العنف وطالبوا بالقصاص من الفاعل ووجهوا أصابع الاتهام الي عميد المعهد. 
وكما تعودنا من المحامي الشهير سمير صبري أن يركب موجه التواصل الاجتماعي ويتهم بنفس أصابع الإتهام للشخوص التي أشارت اليها وسائل الاتصال والتواصل الحديثة دون مراجعة من أتهم وسماع دفاعه طالما انه محل اتهام .. 
والجميع يعلم أن وسائل الاتصال والتواصل الحديثة لا تعرف الرأي والرأي الآخر ولا تتبناه .. فقط لها الرأي الأكثر إثارة والأكثر شعبية والأكثر ضجيجًا .. من هنا تكونت عصابات .. ومنصات .. وكتائب التواصل والاتصال التي تدر ملايين الدولارات علي صناعها يضيع فيها حقوق لأصحاب الحقوق .. ويظلم فيها شخوص وتبصم حياتهم وأسرهم بأبشع الصفات السيئة دون اَي سند .. ويتهم فيها أبرياء لم يكن لهم أي  ذنب سوي أن لهم أعداء غير مرئيين وعداوة تكمن في أشياء غير ممسوكة كالغيرة أو تصفية حسابات أو هم مستهدفين من شخوص بعينهم لأي سبب من الأسباب غير ما نسب لهم من اتهام علي وسائل التواصل والاتصال .. 
فقد تعودنا من المحامي المشهور الذي يستخدم نفس الوسائل المعتادة في قضايا الرأي العام لإرضاء الصوت العالي .. والأكثر ضجيجا .. هذه القضايا التي إما تنتهي صلحا و يتنازل المحامي عن  بلاغه بعد ان يتقن من حسن النوايا ..  أو بالبراءة لو قدم المستهدف المتهم المظلوم الي المحاكمة .. ولكننا لم نري اَي قضية من مثل هذه القضايا يدان بها برئ علي الإطلاق .. فالقضاء الواقف لا يقل عدلا عن القضاء الجالس علي منصة العدل .. خاصة في مثل هذه القضية التي لم يشار الي الفاعل الأصلي في هذه الاعمال الوحشية والمنافية للسلوك الإنساني .. ولا يظهر الا بعد ان تهدأ النفوس ويقل الضجيج  .. كما يحدث الان في قضيتنا هذه .. 
وبهدوء نستعرض الجريمة  التي تمت تحت بصر وأعين شباب وشابات يتجهون ويتعلمون كيف ينشرون الحب والإبداع والتعامل الرقيق والسلام بين الناس. 

تبدأ القصة بعد أن تخلصت إدارة الطب البيطري بمحافظة الجيزة من قطيع من الكلاب الضالة التي تقطن بارتياح في أركان اكاديمية الفنون من فترات طويلة حتي أصبحت مأوى لتكاثر  ومبيت آمن للكلاب الضالة 
وتعددت الشكاوى من طلاب الاكاديمية والمسؤولين خاصة طلاب وطالبات المعهد العالي للفنون المسرحية .. وتم إبلاغ محافظة الجيزة قانونا ورسميا أو ادارة الطب البيطري بالجيزة .. 
والي هنا الوضع طبيعي جدا .. أن يلجأ المتضرر للمتخصص في رفع الضرر .. وأن يقوم المسؤول بما يجب أن يقوم به بالطريقة التي يراها قانونية ومناسبة لتأدية وظيفته .. علي إعتبار أن كل شخص بالدولة مسؤول  مسؤلية شخصية ووظيفية عن وسائله بالتنفيذ. 
الي هنا الأمور طبيعية .. ولا يوجد بها اَي عيب .. 
بدأت إدارة الطب البيطري عمليًا بتنفيذ ورفع الضرر الذي أصاب الاكاديمية بالتخلص من هذه الكلاب .. وحددت يوم جمعه للتنفيذ .. علي إعتبار أن المعهد خال من الطلبة .. وهذا طبيعي بالدولة .. لكنهم لا  يعلموا أن طلبة هذا المعهد متواجدون علي مدار الساعة وليس هذا مهم علي الرغم من انهم لم يتم الترتيب مع ادارة الاكاديمية علي طريقة او موعد التنفيذ وهذا ليس مهم ايضآ 
المهم حضر الجناة بالموعد المحدد مسبقًا .. بوجود طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية الذين شاهدوا الواقعة ومنعوا استكمالها .. فلم يتخيلوا أبدا بشاعة رفع الضرر عنهم بهذا العمل المفزع والمخيف تجاه مخلوقات خلقها لنا الله وبصورة لا تليق أبدًا ونحن نعيش بالقرن الواحد وعشرين .. 
  ومن ناحية أخري أحببت أن أضع ملاحظة في هذا السياق أن الطب البيطري ومحافظة الجيزة لا تعلم الأهمية الاقتصادية لهذه الكلاب المصرية الضالة ولا يعلموا أن لها قيمة اقتصادية ولها سوقًا خارجية نحصل من ورائها الملايين بل المليارات لو حسن الاستخدام وليس بطريقتهم المتخلفة هذه التي تخسرنا الكثير من تبلد المشاعر وأموال طائلة ممكن الحصول عليها 
 الغريب بالقصة أن  ادارة الطب البيطري بمحافظة الجيزة بررت قيامها بهذا العمل الوحشي بأنه جاء تلبية للعديد من البلاغات للتخلص من ازعاج هذه الكلاب الضالة لطلاب اكاديمية الفنون بالجيزة .. 
وأنا معهم بهذا المبرر .. لكن هل الاكاديمية إتفقت معهم علي طريقة التنفيذ الهمجية هذه ؟؟ 
ومن الذي قام بهذه الوحشية بالتخلص من الكلاب بالطريقة المزعجة ؟؟؟ 
إن ادارة الطب البيطري لم تتفهم طبيعة الطلاب ورقة مشاعرهم هذا من ناحية .. ومن ناحية أخري أن عملهم مازال علي ما نشأ عليه من ايّام ما كانت الكلاب الضالة تقتل بالشارع علنًا وسط الناس بضرب النار أمام أعين وبصر المارين .. وكانوا يختارون أمهر الرماة في ضرب النار .. واطلق عليهم صيادون الكلاب. 
وأنا هنا من هذه المنصة أوجه الاتهام المباشر لإدارة الطب البيطري بمحافظة الجيزة  لتمسكهم بالطرق البدائية في التخلص من الكلاب الضالة  .. ولا يراعون مشاعر ولا مستجدات ومعطيات الزمن الذي نعيش فيه فهم المتهم الأول في هذه المجزرة التي تمت تحت أعين وبصر أرق وأجمل شباب مصري .. نأمل منهم أن يحملوا لنا شعلة السلام والمحبة والصفاء 
وأيضا لا أري اَي متهم من داخل الاكاديمية أو المعهد العالي للفنون المسرحية حتي بالموظف الذي استغني عنه لانه الذي قام بإبلاغ الطب البيطري بالجيزة  فهم سلكوا الطريق الطبيعي والقانوني في الإبلاغ عن ضرر واقع علي مواطنين .. وأيضا ليسوا مسؤولين عن سلوك المنفذين لهذه الجريمة وهذا التجاوز .. فهم كمواطن أبلغ الشرطة عن جريمة .. وليس مسؤولا عن تجاوز الشرطة مع المجرم ان تجاوزوا .. 
كما لا أري اَي داع لهذه الحملة المسعورة المنهكة المنظمة التي أطلقت ضد عميد المعهد الدكتور مدحت الكاشف الذي كان متواجد أصلا خارج البلاد وقت تنفيذ الجريمة ومعه ما يقل هذا ،، 
 ونؤكد هنا ونكرر علي أن  المتهم الحقيقي هو الذي خطط .. وحدد موعد تنفيذ الجريمة .. ويملك أدوات هذا الجرم  .. وقام بنفسه بتسميم الكلاب التي  كانوا يتنزهون فب اروقة المعهد العالي للفنون المسرحية 
ووجب أيضا علي المحامي تعديل الاتهام .. وتوجيه التهمة الي هذا الجاني (ادارة الطب البيطري ) بالجيزة .. الذي قام بنفسه وبكامل ارادته .. وبأدواته .. وأرتكب جريمة لا تقل عن الجرائم التي يرتكبها المجرمون في جريمة بكل مقاييس الإنسانية ولا تسمو لأي مرتبة من مراتب التحضر وحماية أرواح الحيوانات، 
كما أتوجه الي محافظ الجيزة ووزير الزراعة التابع لها ادارات الطب البيطري برجاء لتعديل طرق التخلص من أضرار الكلاب الضالة باستثمارها وجمعها ورعايتها وتصديرها الي من يستورد هذه الكلاب فلها قيمة اقتصادية 
كما نزحوا ايضا توجيه اللوم لإدارة الطب البيطري ونقول لهم كبشر .. هل من المعقول ونحن نعيش بالقرن الواحد وعشرون ان نقوم بمثل هذه الاعمال الوحشية .. وبدلًا من ان تقوموا بانفسكم بنشر وعي الرفق بالحيوان .. تقومون انتم بنفسكم بسمه وقتله بوحشية امام اعين ابناءنا وبناتنا .. 
لقد تجردوا  من كل صفات الإنسانية بتمسكهم بالقيام  بمثل الاعمال الوحشية 


من المسؤول عن بشاعة مشهد التخلص من الكلاب المزعجة لطلاب الفنون


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي