فيلم الممر انتصر لحرب الاستنزاف ودعوة للانتماء

مكتوب بواسطة
  • منذ 5 سنة
  • 1478


فيلم الممر انتصر لحرب الاستنزاف ودعوة للانتماء

لن أستطيع  وصف سعادتي بفيلم الممر ، لاني مؤمن ان البناء والدفاع عن هذه الأرض لن يتم الا بتقديم القدوة والمثل في زمن التشويه والتدمير لقوتنا الناعمة وقتل الثقافة والاعلام صار متعمدا ، وجاء التاثير علي سلوكيات المصريين من خلال انتاج اعمال ذات شكل معين تعلي من شان الجنس، العنف، المخدرات، تدمير صورة المراة والتهوين من فضل الأمومة، الفقر، الجريمة، الغضب، العنف الأسري واشياء اخري اري القائمين عليها يعملون علي دس السم في العسل في شكل دراما ، حرب موجهة لا تستخدم فيها الأسلحة المدمرة والقنابل والصواريخ بقدر استخدام الاعلام والفن والثقافة كعنصر اساسي وطريق للوصول الي تدمير عقول المواطن المصري ، راينا تهاون من الرقابة علي المصنفات وصار تمرير الاعمال السينمائية والتليفزيونية مسكوت عنه ، مع منع قطاعات انتاج  الدولة  من العمل وتحييد منتجي الدراما المصرية تليفزيون وسينما ، وتم هذا برفع اجور النجوم والدفع بوجوه شابه لا تملك فكر وثقافة فسقطت في براثن الشهرة والاضواء ، فقدمت  لشبابنا  البلطجي وتاجر المخدرات وغيرها من نماذج سلبية  صارت تملأ شوارعنا من شباب يحتاج التوجيه السليم ، بل ان هناك من دفع بنجم شاب  الذي اراه من ورق للغناء وتقديم حفلات للشباب بموافقة نقابة المهن الموسيقية ، وبالفعل قدم حفلا ليؤكد لنا مدي السقوط المدمر للقن المصري هذا النجم التقتطته الهة التدمير الغنائي والفني لتكون متعهد حفلاته ومنتظر حفلا له في القريب في المملكة العربية السعودية في اطار خطط الترفية التي تعيشها ارض الحجاز 

الحرب احكمت المؤامرة بخيوطها العنكبوتية من أجل تدمير صناعة بدأت برفع تكاليف الإنتاج لتتوقف شركات وقطاعات انتاج الدولة ويشرد العاملون بها وتصبح غير قادرة علي العمل والإنتاج اضف الي ذلك عمليات النصب التي تعرض لها منتجي الدراما والسينما من قبل اصحاب القنوات الفضائية ، وهناك قضايا واحكام ضد اصحاب الفضائيات بل انهم اصبحوا مطلوبين لتنفيذ احكام قضائية بالسجن ، واحد كبار رجال الاعمال ورئيس حزب سابق وصاحب فضائية سابق يتم البحث عنه لتنفيذ أحكام قضائية وتم منعه من السفر ، وتقلصت الشاشات واصبحت لا تحمل فكرا بقدر انها صارت جميعها كوبي بيست ، لا فكر ولا مجهود ولا ابداع ولا اي شئ ينبي اننا قادرون علي العمل واحياء الفن المصري والعربي ، بدليل اننا لم نعد نملك القدرة علي الاعداد وانتاج كاميرا خفية تدخل السرور والسعادة لقلوبنا الموجوعة وليس عمل درامي يحمل صفة الكوميديا فلا احد ينكر ان ما شاهدناه هذا العام من اعمال درامية كوميدية ليس بها من الكوميديا شئ وانها اسكتشات ارتجاليه السطحية والغباء وثقل الظل المتحكم الوحيد بها ، وهذا العام شاهدت كاميرا خفية ليبية تم انتاجها في تونس تحمل كوميديا الموقف فيها ابداع وابتكار واضافة تجبر المشاهد علي الضحك بدون عنف وابتذال ومفيش فيها الفاظا خارجة وقاذورات تلفظ بها نجوم الصف الاول من نجومنا ولا فيها رامز في الشلال ، الفن ابداع وابتكار وموهبة ورسالة .

 

اعود مرة اخري لفيلم الممر الفيلم الذي اتمني ان نعبر من خلاله لرؤية فنية تثقيفية ابداعية هدفها السمو بالإنسان المصري وتكون البوابة التي نعبر من خلالها الي افاق عالمنا العربي ،والا نتوقف بعده خاصة وان الفيلم حقق نجاحا فاق التوقعات ، ونافس بشدة جميع الافلام المعروضة بل انه تصدر الإيرادات واقبل علي مشاهدته جميع الفئات العمرية بجميع المراحل السنية ، فمن فرط اعجابي بفيلم الممر شاهدته اكثر من مرة وكنت الجأ الي اصدقائي في دور العرض الصديق العزيز الفنان اشرف مصيلحي والجدع المستشار يحيي حمدي ومحمد عبد الخالق الذي لا املك الا ان اشكرهم علي ما فعلوه معي لتحقيق هدف اسعي اليه وهو الوقوف علي سر الاقبال الشديد للممر ، بعدما فشلت في الحصول علي تذكرة سينما ، وفي احدي المرات جاءوا لي بكرسي اضافي وضع بجانب الطريق ، وجلست اتفحص الحضور وجدت الطفل والشاب الرجل والمراءة الرجل المسن الذي جاء علي كرسي متحرك واصحاب القدارات الفائقة والخاصة ، وجدت طفل لا يتعدي عمره السنوات الاربع وهو يردد مع ابطال الممر الحوار ، وحاول والده ان يسكته فطلبت منه ان يتركه يردد كلمات البطولة والفداء والإصرار والانتماء والحب للوطن لعله يتزكرها يوما في حياته ، احتاج لهذا الطفل واحتاج من يستطيع ان يقدم له مثل وقدوة وبطولة وعلم ومعرفة وفن راقي يسمو به ويرتقي ، احتاج من يعلمه البناء ويجعله يدرك الاثار السلبية للهدم ، احتاج من يقدر لهذا الوطن قدرة ، احتاج من يعرف قدر مصر . الممر ملحمة كانت تراود المنتج هشام عبد الخالق والمخرج شريف عرفة منذ 25 عاما ، حلم اصبح حقيقة علي ارض الواقع وبطولة جسدها نجوم لا املك الا ان اشكرهم علي هذا العمل البطولي وعلي راس هؤلاء المنتج هشام عبد الخالق والمخرج شريف عرفة وامير طعيمة كاتب الحوار الشيق الرائع والموسيقار عمر خيرت والنجوم أحمد عز، أحمد فلوكس رزق، أحمد رزق، إياد نصار، أحمد صلاح حسنى، أمير صلاح الدين، اسماء ابو اليزيد، محمد فراج، محمد الشرنوبى، ألحان المهدى، محمد جمعة، هند صبرى، محمد حافظ، كريم العميرى، وشكر خاص للقديرة التي لعبت دور البدوية باقتدار اسماء ابو اليزيد والتي حملت لي ملامح مصر وجمال المصرية وبعض ضيوف الشرف لهم التحية فكلهم ابطال ساهموا في تغيير المفاهيم الارشيفية لحرب 67 واكدتها جملة جاءت علي لسان المقدم نور قائد عملية الممر " احمد عز "مكنتش نكسة ولا هزيمة ولا حرب بقوانينها" ولدينا الكثير في ارشيف الشئون المعنوية الذي يؤكد هذا من خلال احداث حقيقية توثق البطولة والفداء وحب مصر ، وهؤلاء النجوم حفروا اسمائهم بحروف من ذهب في سجل بطولات السينما المصرية ، فحرب الاستنزاف والماضي والحاضر والمستقبل يزخر ببطولات الانسان المصري والممر تناول احدي بطولات قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف ولجيشنا تاريخ يستحق ان يروي .

 

وشكر خاص للصديق العزيز الفنان احمد فلوكس كنت رمز رايتك في عيون مشاهدي الممر في دور العرض وقدمت شخصية الضابط المصري الاسير باقتدار بجانب كل ابطال العمل وكل من شارك فيه امام الكاميرا وخلفها ، واعرف انك تحلم بتقديم شخصية البطل الشهيد احمد المنسي وان لديك مشروع فيلم كامل ينتظر منتج واعي مثل هشام عبد الخالق وتحتاج دعم الدولة ليخرج للنور مثلما خرج الممر ، واتمني ان تجد الدعم من الشئون المعنوية والمنتج قريبا ففيلم الممر اكد ان العمل الجيد يجد طريقه للنجاح ولقلب المشاهد والإيرادات ، وان المشاهد المصري واعي ولم يجد العمل الجيد الذي يذهب لدور العرض من اجله وان الجمهور عايز سينما تحترم عقليته وتقدم له شئ محترم وان جملة الجمهور عايز كده ، هي جملة يسوق لها منتجي الإسفاف للترويج لمنتج سينمائي سيئ السمعة .

 

محمد رمضان تملك موهبة وحب وقبول لدي المشاهد بما تحمله من ملامح ابن النيل وعرضت عليك اكثر من مره ، ان تبتعبد عن تقديم القدوة السيئة للشباب ، وطلبت من ان تبحث في ارشيف حرب الاستزاف عن بطولات ابناء الصاعقة المصرية وتقدمها ، كما ان ارشيف بطولات ابناء الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب بها الكثير ، وهناك برنامج ومشروع يتحدث ويخلد هؤلاء لديك ، ولدينا ايضا الشهيد الذي حضن الإرهابي ليمنعه من تفجير نفسه داخل كتيبة عسكرية ولدينا ايضا قائد المدرعة الذي دهس سيارة مفخخة لعنصر ارهابي تكفيري كان ينوي تفجيرها في الرتل الامني والمدنيين ، وبلاش الغناء التريند الحقيقي لك ان تقدم نموذج يسير خلفه الشباب ويقتدون به .

 

واخيرا .. المنتج هشام عبد الخالق والمخرج شريف عرفة اتمني اراكما في اعمل سينمائية جديدة ، والا نتوقف عند الممر ، لانه الطريق الذي نخلد به تاريخنا العسكري ومن خلاله نغرس روح الحب والانتماء لمصرنا الغالية .

moustafaelbolok@yahoo.com


فيلم الممر انتصر لحرب الاستنزاف ودعوة للانتماء


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي