قراءات في *صفحة الحوادث !* بقلم الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر

مكتوب بواسطة اعلام الاتحاد
  • منذ 4 سنة
  • 402


قراءات في *صفحة الحوادث !* بقلم الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر

قراءات في *صفحة الحوادث !* بقلم الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر 

 ▅ فشل في اغتصاب ابنة عمه فذبحها وطفليها التوأم.
 ▅ عشماوي ينتظر الزوجة الخائنة وصديقها.
 ▅ القبض على شاب قتل والده بعصا.
 ▅ قاتلة زوجها للحصول على معاشه أمام الجنايات.
 ▅ والد قتيل البساتين: المتهم سحل ابني في الشارع.
 ▅ مقتل تاجر على يد سيدة بعد تهديدها بنشر صورها الفاضحة.
 السابق "بعض" عناوين الجرائم المنشورة في صحف الخميس "أول أمس" وتحتاج إلى تحليل:
 *أولاً:* العنف الشديد في تنفيذ الجريمة، مما يؤكد خلل اجتماعي وسلوكي ونفسي رهيب اقتحم المجتمع، وترك بصماته في أدوات استخدام الجريمة، فالمفترض أن تنتهي جريمة القتل – مثلاً – بإزهاق روح الضحية، ولا مبرر أبداً للتنكيل بجثة والتمثيل بها.
 *ثانياً:* اختفاء الشهامة والمروءة والجدعنة التي كانت تميز أولاد البلد، خصوصاً في جرائم الشرف، وفي بعض الأحيان يشترك جمهور عشوائي في الاعتداء على فتاة ترتدي ملابس قصيرة، أو يرتكب التحرش أبناء الحتة أو الجيران، الذين كانوا يحمون بنات منطقتهم.
 *ثالثاً:* ظهور جرائم لم تكن معروفة من قبل، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فيس بوك" الذي خلق نوع من العلاقات الافتراضية، تؤدي لجرائم كثيرة على أرض الواقع، وقد ينتهي التصفح السريع إلى جرائم أكثر سرعة، مثل الابتزاز ونشر الصور الفاضحة وكشف الأسرار والتنمر والتحرش.
 *رابعاً:* التضخيم في نشر الفضائح، دون تحليل لأسبابها أو الغوص في أعماقها، وصولاً إلى الدروس المستفادة وتوعية المجتمع، وتحقيق الردع العام، حتى يخشى من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة من سوء العقاب، فأصبح نشر الجرائم للتسلية فقط.
 *خامساً:* التنبيه بأن مثل هذه الجرائم استثناءات لا تنال من ثوابت الأسر المصرية، التي تحرص على المثل والأخلاق والضمير والتربية، حتى يتصور من يقرأ أن مثل هذه الجرائم الشاذة أصبحت هي القاعدة وليس الاستثناء.
 البقعة السوداء تلوث الثوب الأبيض، مما يحتم تفعيل الضوابط الأخلاقية والاجتماعية، وتسليط الضوء على الجرائم الشاذة، ليس بهدف فضحها ولكن للوصول إلى أعماقها ومضمونها وتحليل أسبابها لرفع الوعي وتحذير الناس من الوقوع في براثنها.
 المركز القومي للبحوث الاجتماعية كان مهتماً، وكنا في بداية حياتنا الصحفية نتخذه مقراً، وكان المرحوم الدكتور أحمد خليفة رئيس المركز قائداً لكتائب استطلاع المجتمع المصري، ويبادر بنشر وتحديد روشتات العلاج، وكان الإعلام يلتقط ما يخرج عنه ويبادر بنشره.
 لا أعلم لماذا تراجع المركز وأين اختفى أساتذته، وهل هم في "بيات إحباطي"، أم أن وسائل الإعلام تدير ظهرها لهم؟.. المسألة تحتاج البحث والدراسة وكشف الأسباب.
 وكان أساتذة علم النفس والاجتماع في الجامعات المصرية نجوماً، مثل الفنانين ولاعبي الكرة، ويلهث خلفهم الصحفيون والإعلاميون للاستفادة بآرائهم وتحليلاتهم، فاختفوا جميعاً إلا البعض الذي يمزج كل شيء بالسياسة، ففقدوا بوصلة التحليل العلمي السليم، ودخلوا أنفاق الإحباط.
 لا أفهم – مثلاً – كيف يعتدي عدد من الشباب على فتاة في فندق كبير ثم يهربون إلى الخارج، وظروف الجريمة وشواهدها تثير ألف علامة استفهام؟.. فلا هؤلاء الشبان في حاجة لاغتصاب فتاة بالقوة، ولا الفندق مكان سري ترتكب فيه الجرائم في الخفاء.
 ليس مطلوباً الانزعاج بل الانتباه، فأعظم الحرائق تأتي من مستصغر الشرر، وما يحدث ليس مستصغراً ولكن شيء مروع.


قراءات في *صفحة الحوادث !* بقلم الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي