كاب عاطف سليمان

كلنا شاهد مأساة لبنان فـ دمعت العيون وارتجفت القلوب ازاء انفجار  مرفأ بيروت الذي خلف وراءه كارثة بل كوارث بمعنى الكلمة  فـ لبنان الحبيب الذي يعاني من ازمة اقتصادية طاحنة يحدث فيه ماحدث من فاجعة تلحق   بمواطنيه ومقيميه ومؤسساته وهيئاته  و يهب العالم من دول شقيقة وصديقة لنصره هذا البلد الحبيب والوقوف بجواره بعدما ما حدث له .. وشاهدنا النخوة العربية وجسور المحبة للمساعدة في تلك الازمة والوقوف لمساعدة هذا البلد المضياف وشعبه الودود
ولقد استوقفني حقاً وتابعته من خلال القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المقروءة ما قام به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حينما ذهب الى لبنان لا من اجل ان يلتقي بالحكومة او المسئولين فقط. وتحسب له  كـ زيارة رسمية انما كانت ايضاً في رأيي -وهذا الاهم  -زيارة شعبية بمعنى الكلمة فقد ذهب الى مكان الانفجار  وشاهد ما تركته تلك النكبة من خسائر باهظة  وما خلفته من ضحايا وما سببته في الاحياء السكنية ثم ترجل وسط البشر  وكأنه واحد منهم متأثراً بنا راه واستمع لللبنايين وأحس بمعاناتهم  فاتحاً صدره لهم  متجاوباً معهم وأخبرهم انه لم يأت لبيروت كي يلتقي بالحكومة بل كي يحضهم على تحمل المسئولية كاملة وطالبها  بتغيير قواعد العمل المعتمدة وضرورة تشكيل حكومة وطنية من أجل بلدهم واعتقد ان الرسالة الاهم لـ ماكرون هذا الرئيس 
 الجسور  أنه تجاوب مع الناس هناك واستمع الى شكواهم  المتعددة  ومعاناتهم ومعاناة كل اللبنانين مما يجرى   ومايحدث لهم وأحس بهم وطمأنهم على بلدهم مؤكداً على  أن العالم سيقف معهم مسانداً لهم متعاطفاً معهم    مشيراً الى انه سيعمل جاهداً على الاصلاح الاجتماعي لما فيه مصلحة وطنهم وضرورة العيش في مجتمع يعمل فيه الجميع في سبيل مصلحة وطنهم لا في سبيل طائفة معينة من الافراد هناك ..ويحضرني هنا بعض ما كتبه جبران خليل جبران حين قال :
لبنان يرجونا الفداء فهبوا إليه مسرعين وأظهروا كل الولاء 
لازال حلمي العربي هو الدواء لكل داء
لبنان عيشي حرة واملئي كل الفضاء
لا استطيع أن أكون متفرجاً او أصف في عزاء..
ولذا اعود لأقول 
برافو ماكرون

: بيروت تحيا .. ولا تموت .. انها مجرد ازمة .ولك تحياتي 
Atef.soliman@yahoo.com