كتب : د. ابراهيم ابوذكري 
*  مصر من مكونات الدم السوري جملة تذكرتها وسط هذه الزوبعة الغير مبررة والتي تعتبر حوادث فردية لا ترتقي لتكون قضية عامة أو سياسية تشتعل بها الفتنة بين شعبين لهما من التاريخ والعلاقات الراسخة الممتد جذورها كجذور الجبال في اعماق الأرض .. تذكرت هذه المقولة الرائعة وانا الان بالقاهرة  تذكرت حكاية دمشقية لم تنتهي وستظل في ذاكرة الأمة وإن إختلفت شخوصها أو أماكنها فهي حكاية وإن كانت تخص أفراد انا واحد منهم  .. و لو بحثنا سنجد آلاف الحكايات المماثلة في صدور الكثيرين من الشعبين المصري والسوري .. وان إختفلت التعبيرات او من قالها 
* كنت علي رأس وفد مكون من عدد من رموز الاتحاد العام للمنتجين العرب في زيارة رسمية للجمهورية العربية السورية بالعقد الماضي  ويضم الوفد رئيس لجنة صناعة السينما عماد الرفاعي وكوادر مختلفة المهن والجنسيات من رموز الاتحاد  .. من العراق .. وفلسطين .. والسعودية..  وتونس .. وفي أول لقاء مع وزير الاعلام السوري الدكتور الجراح محسن بلال الذي رحب بنا وبالوفد المرافق ترحيبا غاية في الدفئ لدرجة اندهاش عماد الرفاعي وهو الذي حضر للوزير عددا من الاستقبالات الرسمية فلم يجد فيها مثل ما وجد هذه الحميمية  في هذا الاستقبال الذي استقبلنا به الوزير ولم يجد عماد مبررا لهذا الاستقبال سوي وجودي كمصري  لرئاسة هذا الوفد .. قدمت الوفد للوزير بأسماءهم وبوظائفهم بالاتحاد فقط وليس بجنسياتهم.  
وجلسنا جميعا  في صالون واسع ولم يجلس علي مكتبه استمرارا للحميمية ..

إستهل الوزير حديثه  معنا بالاحداث السياسية المشتركة والمصير المشترك بين مصر وسوريا مرورا بالعلاقات الاجتماعية والمصاهرة السورية المصرية ونتاجها من الشباب الذي يحمل الجنسيتين المصرية والسورية ودور مصر المحوري بالعالم العربي والحروب المشتركة والعدو المشترك وتطرق الحديث حديث عن حب عبد الناصر من أيام الوحدده واستمرار هذا الحب علي الرغم من الانفصال مدللا لهذا الحب استقبال الشعب السوري لهدي عبد الناصر والجماهير التي خرجت بالشارع السوري لاستقبالها وكيف حملوا سيارتها إحتفالا  بها وبمصر .. 
ومن أهم ما قاله بحماس وصوت ملئة الصدق والإقتناع عندما وجه كلامه لي واتذكر جيدا ما قاله بالحرف الواحد عندما قال .. إن مصر (وأشار بإصبعه بيده اليمني لمفصل ذراعه الأيسر كأنه يحقنها بحقنه ) هنا داخله في وريد كل سوري .. مصر والمصرين في مكونات الدماء السورية .. مصر تتفوق علي كل الجنسيات العربية في قلوب  كل السورين .. !! 
وواصل حديثه بحماس العاشق الي أن  قارن مصرية والمصرين   بشعب ودول عربية وكان احد رموز الوفد معنا من هذه الدولة .. وكنت وعماد الرفاعي في حرج شديد من حماس الوزير وتزايده  بالمقارنة بالدواىلتين التي وصلت لحد التجريح لهذه الدولة وشعبها .. 
أسهب الوزير كثيرا في حب مصر والترحيب بنا .. وطبعا شعرت ان هذا الترحيب لنا ليس لكوننا وفدا عربيا .. ولكن  علي إعتبار أن هذا الوفد قادم من مصر ومكون كله من المصرين .. !!! 
ذكرياتي مع مئات من الرموز والكوادر السورية في كل المجالات ناجحة وحميمة وصداقتنا وحبنا واحترامنا المتبادل   متواصلة ولم ولن تنقطع منذ بدأت حياتي العملية وفي كل المواقع التي عملت بها ولم ولن تنقطع الي الان وحتي بعد ان تدخلت كتائب الوقيعة الحقيرة المحترفة والمتخصصة في تدمير العلاقات المصرية المصرية والمصرية العربية .. وهدف هذه الكتائب مستخدمه كل الوسائل زراعة الفتن والفرقة مستخدمين أصغر المشاكل لتتضخم وتصبح كالبركان وتولع وتشتعل من نار صدورهم المليئة بحقدهم الأسود وكراهيتهم لمصر والمصرين .. رفقا بنا يا أولاد الحرام .. وعقلا قليلا يا محبين والمتحمسين لمصر .!!