فيلم الممر بطولة الصاعقة المصرية بحرب الاستنزاف

مكتوب بواسطة
  • منذ 5 سنة
  • 1739


فيلم الممر بطولة الصاعقة المصرية بحرب الاستنزاف

  بقلم حسن حامد

شاهدت فيلم الممر من تأليف واخراج المبدع شريف عرفة الذى أدهشنا بفيلم يضاهى الأفلام الحربية لسينما هوليوود التى طالما انبهرنا بتقنياتها العالية، وتمنينا ولو فى سرنا ان ننتج يوما أفلاما حربية بمثل هذه الجودة والرقى. ولكن السنوات مرت وذكريات الحروب التى خاضتها مصر راحت تشحب وتتضاءل فى اذهان معاصريها الذين أخذوا يتناقصون عددا سنة بعد أخرى، ولكنهم لم يفقدوا الامل فى ان تسجل كاميرات السينما سواء التسجيلية أو الروائية فصولا من كفاحهم ونضالهم الذى خطوه بعرقهم ودمائهم فى أشرف المعارك البرية التى جرت فوق رمال سيناء، وفى المعارك البحرية التى سطرها ابطال البحرية المصرية. وكانت حجة السينمائيين دائمًا ان مثل هذه الاعمال تحتاج إلى وقت حتى تستوعبها ذاكرة التاريخ وبالتالى ينتجها الفنانون بصورة ناضجة ومكتملة.

ينتمى فيلم الممر إلى هذه الفئة المكتملة النضج والابهار. فالقصة وقعت احداثها الحقيقية ابان حرب الاستنزاف التى أعقبت مأساة حرب يونيو ١٩٦٧ والتى تسبب فيها فشل القيادات العليا فى إدارة المعركة وحشدها قوات باعداد كبيرة بدون تدريب أو امكانيات لوجستية، إلى جانب اصدار اوامر متسرعة ومتضاربة بالانسحاب، مما اوقع القوات لقمة سائغة لطيران العدو ولقواته البرية المدججة بأحدث الأسلحة والمعدات وادى إلى الهزيمة التى اطلق عليها آنذاك نكسة.

ومن ثنايا الهزيمة التى عصفت باحاسيس كل المصريين الذين اجمعوا على رفضها ومحو آثارها، وفى المقدمة منهم رجال القوات المسلحة الذين اقسموا على تطهير الأرض المصرية من الاعداء، جاءت حرب الاستنزاف تنفيسا عن مشاعر الغضب التى تعتمل فى صدور كل المصريين. وسطر المقاتلون وخاصة من ابطال الصاعقة، ملاحم بطولية فى هذه الحرب، حيث قاموا بعمليات فى عمق أراضى سيناء حيث كان العدو الإسرائيلى يحتمى وراء خط بارليف الحصين وداخل دشم مسلحة. ولكن الرجال كانوا يتسابقون لنيل شرف عبور القناة، وتنفيذ العمليات الخاصة التى أجهزت على اعداد كبيرة من قوات الاعداء. وكان لهذه العمليات تأثير نفسى كبير على الجنود الإسرائيليين وعلى الشباب الإسرائيلى فى سن التجنيد، حتى انه سرت بينهم انذاك عبارة تقول (نلقاكم فى كشوف الموتى).

كانت القوات المصرية الخاصة تنفذ عملياتها فى عمق سيناء وبينها العملية الكبيرة التى قدمها لنا فيلم الممر، حيث قامت مجموعة بقيادة المقدم نور (أحمد عز) بمهاجمة معسكر رئيسى للعدو كان يحتجز مجموعة من الاسرى المصريين. كان قائد المعسكر الاسرائيلى (أياد نصار) يسئ معاملة الاسرى المصريين ويتسلى بقتلهم غير عابئ بمعاهدات جنيف الدولية التى توفر الحماية للاسرى وتحدد اسلوب التعامل معهم. وحينما وقع هو فى قبضة القوات المصرية تذكر وجود هذه المعاهدات وراح يطالب بتطبيقها. وكانت الحوارات بينه وبين القائد المصرى نموذجا لارتفاع مستوى الحوار فى الفيلم، كما كان مباراة فى التمثيل بين النجمين عز ونصار. نجح الفيلم فى ان ينقل لنا صورة مفعمة بالحياة لنوعية العمليات التى قامت بها قوات الصاعقة المصرية خلف خطوط العدو. كما عشنا فى دقائقه الأولى حالة الاحباط التى خلفتها الهزيمة، وتضمن الفيلم نقاشا موضوعيا حول المجتمعات المصرية المهملة فى أطراف الوادى، سواء مع أبناء النوبة وحلمهم فى عودة أراضيهم، أو البدو فى سيناء حيث تكثر الوعود بتنمية الاقليم دون طائل. تحية لمنتج الفيلم هشام عبدالخالق وموسيقى الفنان عمر خيرت والمخرج شريف عرفة والكاتب أمير طعيمة. كما نوجه الشكر إلى الشئون المعنوية للقوات المسلحة على دورها فى خروج هذا الفيلم إلى النور.

 

 


فيلم الممر بطولة الصاعقة المصرية بحرب الاستنزاف


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي