نواكب العصر بالحصول علي التكنولوجيا الجديدة وغزارة المحتوي الاعلامي .

مكتوب بواسطة
  • منذ 5 سنة
  • 626


نواكب العصر بالحصول علي التكنولوجيا الجديدة وغزارة المحتوي الاعلامي .

 

كتب المنتج ؛ نادر جوهر 

التلفزة وما فوقها
تواجه محطات التليفزيون العامه في دول العالم مصاعب استمراريه، وفقد مشاهدين، والسند الأكبر في استمراريتها هو انها تلقي دعما من دافعي الضرائب. السبب الرئيسي في هذا التدهور هو تغير نوعيه المشاهد صغير السن، والذي يمثل اكثر من خمسون بالمائة من المشاهدين في العالم النامي، ولا يرغب في مشاهده برامج التليفزيون النمطية التي يشاهدها الكبار، والأهم ايضا تطور صناعه التلفزة، بدخول التكنولوجيا والشركات العملاقه في صناعه التليفزيون. 
مع تدخل شركات عملاقه مثل أوبر في حركه النقل، اصبح كثير من المواطنين يعتمدون عليها في تحركاتهم اليوميه، أيضا بدأت شركات عملاقه تليفزيونية تتحكم في المشاهده التليفزيونية حول العالم، أشهرهم شركه نيتفليكس وأمازون وابل وديزني. 
شركه مثل نيتفليكس نظير مبلغ ١٠ دولارات شهريا تتيح لك استقبال آلاف الأفلام والمسلسلات والبرامج علي خمسه اجهزه استقبال، ما بين الكومبيوتر المكتبي او الكومبيوتر المحمول او التليفون الموبايل او التابلت او شاشه التليفزيون المنزلي المعتاد فيما يسمي بنظام البث الفوقي OTT ، ويمكنك أيضا اقتسام الاشتراك علي خمس افراد سواء من العائله او أصدقاء،علي أيا من اجهزه الاستقبال التي يفضلونها وفي أي مكان في العالم ليكون نصيب كلا منهم دولاران شهريا. وسيله الاستقبال تتم عن طريق توفر الانترنت في المكان الذي تستقبل فيه الخدمه.
مازال الكثير من المسئولين يرون ان ذلك لا يسبب تهديدا لصناعه التليفزيون المحليه، بسبب اللغه ونوعيه البرامج، ولكن في الحقيقه هذا وهم كبير، لان شركه نيتفليكس فتحا فرعا كبيرا في الشرق الأوسط، وبدأت انتاجا عربيا، كذلك هناك تقدم سريع في استخدام الذكاء الاصطناعي، يتيح ترجمه المحتوي الأجنبي للغه العربيه، وبدأ يحقق نجاحا باهرا بين اللغات ذات الأصل اللاتيني بنسبه نجاح تزيد عن ٩٦٪؜ ، ويتيح مشاهده الكثير من الاعمال الانتاجيه بعده لغات مختلفه خلال لحظات، كما ان تطورها مع اللغات الشرقيه يحقق نجاحا باهرا أيضا، وبالتالي مع انخفاض التكلفة وتوفير محتوي عربي ضخم، ستحقق الشركات العملاقه غزوا قد يكون مقبولا في عمليه النقل والمواصلات مثل أوبر، ولكنه سيكون صعبا تقبله في الاعلام، وهو المكون الرئيسي لوجدان الشعب والرأي العام للامه.
ولكن علينا ان نفكر في كيفيه مواجهه البث الجديد الوافد إلينا من الجانب الآخر من الاطلنطي، أي من الشركات الامريكيه او من الجانب الصيني. في الحقيقه ليس كل ما سيتم استقباله هو عمل استعماري، او خطه ضد قيمنا او أدياننا، بل غالبيته اعمال تليفزيونية فنيه رائعه، سيستفيد منها المشاهد وستحقق له متعه تليفزيونية وثقافه عاليه، واندماج عولمي، ولكنها في نفس الوقت لها جانب وجداني، حيث ستقلل من اندماج الجيل الجديد في هويته المحليه وانتماءه الوطني، أضف الي ذلك جانب اقتصادي قائم علي اندثار الإنتاج التليفزيوني المحلي، وكسب الشركات الدولية للمليارات من زبائنها المحليين.
في الحقيقه نحن لا نمتلك تكنولوجيا او إمكانيات صناعه تكنولوجيا بث مماثلة للشركات العملاقه، ولكن أوروبا تواجه نفس المشكلة التي نواجهها، وهي تمتلك القدره التكنولوجيه، وبدأت فيها محاولات ناجحه في إنجلترا BBC  وفي ألمانيا ARD وفي فرنسا VIVENDi ولكن الامر يحتاج ليس لمحاولات منفرده، ولكن لتجمع أوروبي وهذا سيتم تحت رايه اتحاد الإذاعات الاوروبيه EUROVISION في مشروع مشترك لاعضاء الاتحاد باسم يوروڤوكس EuroVOX ، ولمن لايعرف فان مصر عضو مؤسس في اتحاد الإذاعات الاوروبيه، ولهذا فعلينا التواصل والتواجد في المشروع الجديد، والحصول علي التكنولوجيا، وتزويد المشروع بالمحتوي العربي من اليوم الأول لانطلاقه، والمتوقع خلال شهر سبتمبر المقبل خلال مؤتمر ومعرض IBC في أمستردام بهولندا الذي يخصص جانبا كبيرا من فعالياته لمناقشه مستقبل البث التليفزيوني.
اما الجانب الآخر الذي يمكننا المواجهه به وبقوه هو المنافسه في المحتوي، فمصر هي المقر الرئيسي للإنتاج التليفزيوني والسينمائي بالشرق الأوسط، وعلينا تطويره ودعمه شعبيا وحكوميا، ليكون متواجدا بقوه وبكثره وبآلاف الساعات وبجوده عالميه، في كل منصات البث التليفزيوني الجديده، ولكننا للأسف في الوقت الحالي لا نستطيع تنفيذ هذه المهمه، لان سياستنا الاعلاميه غير واضحه وليس لها رؤيه مستقبليه واضحه. لقد تقوقعنا وسيطر علينا هاجس من الخوف والشك في الاعلام بطريقه مجحفه. بالطبع واجهت مصر فتره كان الاعلام فيها مهترئا، مابين قنوات حكوميه فقدت مصداقيتها خلال ثوره يناير، وقنوات خاصه يتاجر أصحابها بما يحمي مصالحهم، ومذيعين يحققون الشهره لزياده رواتبهم بالفرقعات الاعلاميه علي حساب المشاهد. ولم يكن من الممكن استمرار الوضع، فكان الحل الأسهل والأسرع هو السيطره علي قنوات التليفزيون بالكامل، ثم احتكار الإنتاج واغلب شركات الإعلان. ثم أصدرنا قانونا للاعلام يكبل البث حتي باستخدام الانترنت، وذلك لمواجهه عده قنوات اخوانية لاتملك فن التلفزة او العمل الصحفي الإعلامي المحترف، وانما بذاءه في اللفظ وفي الفكر، واستغلالا لوضع الفقراء، ولا تحقق نسب مشاهده مقبوله في بلدنا، ولكنها للأسف نجحت في وجود هوس وشك في ان كل مايتحرك علي ارض مصر من آلات تصوير قد يكون مزودا لهم بمواد تليفزيونية، غافلين عن انهم يمكنهم الاشتراك في كل وكالات الأنباء العالميه ومجموعات الانترنت ليحصلوا علي ماده مصوره مثلهم مثل التليفزيون المصري. لقد أعطيناهم اكثر مما يستحقوا.
علينا ان نستثمر في الاعلام والثقافه مثلما نستثمر في البناء والسياحه والصناعة والزراعة وذلك ليس بالاحتكار او الفخر بعشره اعمال إنتاجيه بل نغير القوانين ونفتح الحريات للإنتاج دون قيود هناك مئات من الشباب الموهوبين تقتصر أعمالهم علي انتاج بسيط للإنترنت لعدم توفر رأس المال وهناك عشرات من شركات الإنتاج التي أغلقت أبوابها واستوديوهات السينما التي لاتعمل يجب ان تكون سياستنا الاعلاميه غير قائمه علي تكديس العمل في مدينه الإنتاج والخمس قنوات التليفزيونية وشركتي الإنتاج فمصر ذات المائه مليون يمكنها ان تستوعب مئات الاعمال سنويا باتباع سياسه اعلاميه حره واضحه وعمليات التطور الاقتصادي والإنجازات السياسيه التي تحدث تستحق مواكبه اعلاميه بنفس المستوي وعلينا الا ننظر الي الخلف او الي هرطقة حاقدين غير مسموعه قادمه من بلاد معاديه لأننا اكبر منها ولاتستحق اهتمامنا. 
لن نواكب العصر إعلاميا الا بالحصول علي التكنولوجيا الجديده وبجوده ودعم وكثره المحتوي الاعلامي الذي ننتجه.
نادر جوهر 


نواكب العصر بالحصول علي التكنولوجيا الجديدة وغزارة المحتوي الاعلامي .


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي