كتب إبراهيم ابوذكرى

 منذ عمق التاريخ وبعد تأسيس جميعة محاربة النجاح العالمية بفروعها بالدول ونشاطها المميز بجمهورية مصر العربية نري السطو علي الأفكار والمشاريع الناجحة من قبل الأقوياء بالمجتمعات سواءً كانت مجتمعية أو رسمية .. يسطوا عليها الآخرون عيني عينك دون حياء أو كما يقولون دون حتي حمرة خجل 
ولم يكتفي القائمين علي هذه الجمعية بالسطو علي النجاحات للآخرين نجدها تزاول سلوكا أشد فتكا من السطو هو طمس بصمات النجاح والإبداع  وتجيره لمن استولي علي هذا المجهود محاولة منهم طمس الماضي .. وخلق ماضي جديد باسمهم .. وأيضا تجد الذين انعدمت لديهم الموهبة وليس لهم بصمات في حياتهم هم المديرون الحقيقيون لجماعة الإخوان الارهابية لمحاربة النجاح .. ويخترعون سير ذاتية وهمية لهم مقلدين آخرين بسيرهم  الذاتية وينسبونها لهم ويتخيلوا إن ليس هناك توثيق واعادة للأحداث والتاريخ والجميع يعلم ان له مؤرخون لديهم الشفافية والصدق ويرصدون ويسجلون البصمات التي لا تتكرر من أناس وهبهم الله القدرة علي الإبداع والتجديد .. 
أكتب هذا وأتذكر كيف أستولى علي مجهود رمز من الرموز المصرية والتي بصمت في الكثير من المجالات الابداعية فقد درس وبذل من وقته وعرقه وبجهد خلاق وأنجز إنجازات فريدة ثم حاولت الجمعية الأثرية لمحاربة النجاح طمس معالم وتاريخه لكن التاريخ يقف لهم بالمرصاد ،،  إن ما اتحدث عنه اليوم  هو نموذج لكثير من ضحايا جمعية محاربة النجاح ممن استولوا علي جهدهم الخلاق هو كمال الملاخ مؤسس مهرجان القاهرة السينمائي وغيرها من المهرجانات السينمائية 
وأنا هنا أقول مهما حاول المفسدون ولصوص الجهد الخلاق وفكر وإبداع الآخرين لن يسطيع أحد في الأرض طمس حقائق وانجازات اقيمت علي ارض الواقع  .. سيظل التاريخ هو التاريخ  ويكتب ويسجل ويمجد بالمبدعين المخترعين المجددين ويزول المفسدين ويبقي التاريخ ساطعا مسجلًا سطور الفشل والنجاح بكل حيادية 
وأنا اكتب اليوم للتاريخ 
ربما نجد من يسطر لنا سطورا ينصرنا ويسجل لنا  ما قمنا به لصالح هذا البلد بكل شفافيه وجهد خلاق وأبداع  وسنتركه للتاريخ لعل وعسى ،،،،،،، 
ونأتي علي الشخصية التي اخترتها لتكون نوذجا اراه يمثل الغالبة التي كانوا ضحايا هذه الجمعية وأتخيل انها سيرتها الذاتية تشبهني فدعونا نري لمحة سريعة عن تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الذي أصبح ملئ السمع والبصر ..!! 

فقد بدأ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعالياته بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات، وبالتحديد في 16 أغسطس 1976 على أيدي الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة مؤسس الجمعية والمهرجان كمال الملاخ، الذي نجح في إدارة هذا المهرجان لمدة سبع سنوات حتى عام 1983، 
ثم تحرك الكاتب والسيناريست سعد الدين وهبة وحدد هدفه في إدارة المهرجان بعد النجاح الذي حققه كمال الملاخ واستطاع بصفته وكيلا لوزارة الثقافة ان يحقق ما اراده من إدارة المهرجان وشكل لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد النقابات الفنية وكان مسيطر عليها بصفته الوظيفية  للإشراف على المهرجان عام 1985، وأستبعد مؤسسه كمال الملاخ الذي انفرد بكونه عالم الإيجبتولوجي (علم المصريات)الوحيد بالساحة المصرية 
ومنذ هذا التاريخ تبادلت علي مهرجان القاهرة السينمائي الرئاسات بعد أن تولي  سعد الدين وهبة رئاسته الأولي بعد مؤسسه وصاحب الفضل علي نجاحه ووضعه علي خريطة المهرجانات كمال الملاخ الذي ظل يتابعه بحسره بعد ان استولي عليه سعد الدين وهبة حتي توفاه الله رحمة الله عليه كمال الملاخ. 
سخر سعد الدين وهبة الدولة والمؤسسات ليتحول الي مهرجان عالمي باستغلاله النجاح الذي تحقق في. وراته الاولي فقد كان المهرجان الوليد ينموا عام بلوا الاخر وكان تدعيم الدولة وهذه المساندة الرسمية تعتبر نقلة نوعية للمهرجان ووضعت له الاستمرارية بعد ان رصدت الدولة له ميزانية سنوية تشرف علي الاعداد له والتنفيذ علي اهلا مستوي .

وفي هذا السياق أورد تقرير الإتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام  1990 عن أهم ثلاثة مهرجانات يطلق عليها أسماء عواصم الدول ، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي،

ولمن لا يعرف كمال الملاخ الصحفي والعالم ومؤسس مهرجان القاهرة السينمائي من هذا الجيل  فهو :- 
كمال وليم يونان الملاخ ( اسيوط، 26 اكتوبر 1918 او 1920 - القاهره ، 29 اكتوبر 1987 ) 
هو كاتب و صحفي وعالم اثار وأديب مصرى ومؤسس مهرجانات السينما. أسس الجمعيه المصريه لكتاب ونقاد السينما فى سنه 1973.
ومن خلال الجمعية التي اسسها ويرأسها 
أسس أيضا  عدد من المهرجانات 
مهرجان  القاهره السينمائي 
مهرجان الاسكندرية السينمائي . 
مهرجان مجاويش السينمائي بالبحر الاحمر‏,‏ 
مهرجان أسوان السينمائي 
معظم هذه المهرجانات استمروا لسنوات وتوقفوا قبل وفاته‏.

كمال الملاخ ولد فى أسيوط سنة 1918 ولم يكن هذه التأريخ مؤكدًا بل أن هناك من لديه روايه تانيه تقول انه من مواليد سنة 1920. بعد ما انتهي من  تعليمه المدرسى دخل كلية الفنون الجميله فى جامعة القاهره قسم عماره وحصل علي بكالريوس الفنون الجميلة سنة 1943 
ولم يكتفي بشهادته بكلية الفنون الجميلة فاستكمل دراستك بمعهد الدراسات العليا للآثار بكلية الاداب جامعة القاهرة وحصل علي الماجستير فى اللغه المصريه القديمه والاثار سنة 1948.
بدأ كمال الملاخ حياته الوظيفيه كمهندس معمارى ثم ظابط احتياط فى سلاح المهندسين و بعدها وبعد انتها الخدمة العسكرية انضم الي هيئة التدريس كمدرس فى كلية الفنون الجميله ثم استاذ فى معهد السينما وأيضا قام بالتدريس  بالجامعه الامريكيه فى القاهره. 

كمال الملاخ بدأ حياته الصحفيه كرسام ثم ناقد فنى فى جريدة الاهرام سنة 1950. 
عمل كمال أستاذ زائر فى كلية الآثار بجامعة القاهره، وأيضا  فى كلية الفنون الجميله و فى المعهد العالى للسينما.
شارك فى ترميم تمثال أبو الهول و الأهرامات، و كان عضو فى الجمعيه الجغرافيه العالمية بالولايات المتحدة الاميركية والتي اختارته عضو فخرى فيها ، 
وعضو فى المجلس الأعلى لهيئة الآثار وعضوا فى مجلس تحرير جريدة الاهرام ، 
ثم اختارته وزارة الثقافه ليمثل مصر فى افتتاح معرض توت عنخ آمون فى لندن فى سبعينات القرن العشرين.