كلمة عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بملتقى المنتجين العرب 2006

مكتوب بواسطة المكتب الصحفي
  • منذ 2 سنة
  • 342


كلمة عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بملتقى المنتجين العرب 2006


كلمة السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية وراعى ملتقى المنتجين العرب فى الفترة من 11 الى 16 نوفمبر 2006 الدورة الثالثة 

فقال فى كلمته :
السيد / رئيس إتحاد المنتجين العرب لأعمال التليفزيون
أصحاب المعالي الوزراء أصحاب السعادة السفراء 
السيد / رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي
السيد / رئيس الإتحاد العام للغرف التجارية
 
السيدات والسادة :
- أعتز كثيراً بأن يلتقي في مقر جامعة الدول العربية نخبة من المبدعين العرب في مجال الإعلام التليفزيوني منتجين ومخرجين وفنانين وباحثين ... نعتز بهم ... كرموز لأولئك الذين يعبرون عن الوجدان العربي بآماله وهمومه , ويشكلون وعيه وطموحاته .. والذين يعبرون أيضاً عن الهوية العربية .. يحفظونها ويثرونها .. يطرحون للعالم من حولنا رؤانا للحياة و للمستقبل .. فأنتم رموز ثروة حقيقية للوطن العربي وخاصة في عالم اليوم حيث تتكاثر الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية وتتقاطر أمواج تعصف بثقافات المجتمعات التي تتواني في صون هوياتها أو تتواكل في تجديد مصادر بقائها .
- و إلي جانب ذلك ، فإن إنعقاد هذا الملتقي ، في هذه القاعة اليوم دليل آخر علي اتساع مجالات عمل المؤسسة الكبرى للعمل العربي المشترك ، بحيث أصبحت تشمل بسياساتها وأنشطتها معظم مسارات الحياة التي تمس الإنسان العربي علي امتداد الأرض العربية بل وتصل باهتماماتها إلي المغتربين العرب في مهاجرهم وأوطانهم الجديدة ... وهو التوسع الذي جاء ثمرة لمسيرة تطوير العمل العربي المشترك وإعادة هيكلة مؤسساته وآلياته وإدخال الجدية في أدائه .
‎- وفي إطار هذا التطور الجوهري في أداء منظومة العمل الجماعي العربي ، أصبحت الجامعة تعني بتشجيع هيئات المجتمع المدني والإتحادات المهنية العربية علي المشاركة الفعالة في إنجاز مشروعات العمل العربي وفي تحقيق أهدافه علي النحو الذي يعزز قدرة مجتمعنا علي النهوض بمعدلات التنمية الإنسانية ، ويثبت جدوى العمل العربي المشترك ونفعه للإنسان العربي وللمجتمعات العربية .
‎- ولهذا فإن

‎ الجامعة تنظر بتقدير لإتحاد المنتجين العرب لأعمال التليفزيون باعتباره إتحاداً مهنياً يعمل تحت مظلة مجلس وزراء الإعلام العرب ، ويسهم في تشجيع الإنتاج الذي يعني بالقضايا القومية و في تحقيق نمو  ونوعي في الإنتاج التليفزيوني العربي من خلال تنافسية موضوعية وتكامل واقعي باعتبار هذا الإتحاد إتحاد مهني عربي ، فالمجلس الاقتصادي والاجتماعي مفتوح إلي الاستماع إلية ومناقشة ما قد يري هذا الإتحاد أن يقدم إلي العمل العربي المشترك أو إلي المجالس الرسمية المجتمعة في إطار الجامعة العربية ، إن اهتمامنا بإتحادات المجتمع المدني العربي لتعمل مع الحكومات العربية ومع الجهات المسئولة الأخرى ،أصبح اهتماما يترجم بدعوة هذه الإتحادات لتحصل علي تواصل قانوني مع المجالس واللجان والمؤسسات العاملة في إطار العمل العربي المشترك .
‎- ومما يضاعف من اهتمام الجامعة بمجال الإنتاج الإعلامي , و خاصة منه المجال التليفزيوني , أنها تري فيه حالة واعدة في تطبيق مبدأ اعتبار العربية كلها منطقة عمل واحدة إبداعاً وإنتاجاً وتوزيعاً ومشاهدة , ولقد رأينا في الشهور القليلة الماضية أشكالاً متنوعة من الإعداد والإنتاج عاماً وخاصاً , بالتزامن مع ارتفاع الطلب علي هذا الإنتاج عرضاً ومشاهدة .. وهكذا تأسست في هذا المجال سوق عربية مشتركة ومنطقة تجارة حرة حقيقية خلو من الحواجز والاستثناءات أو هي تقريباً خلو من ذلك .. خمسون أو أكثر من الهيئات التلفزيونية العربية , حكومية وخاصة ومشتركة , تبث فضائياً وأرضياً نحو خمسمائة قناة تلفزيونية , ومدن إعلامية أخذه في الانتشار والازدهار وجمهور مشاهدين يربو علي المئة مليون يشكلون سوقاً ناهضة وقوية وتستحق من الجامعة كل حدب وتشجيع .
‎- إن هذه القراءة لواقع الإنتاج الإعلامي العربي وإمكاناته تجعلنا نتطلع إلي أن يتمكن الإتحاد بإسهاماتكم وبتضافر جهودكم جميعاً من تطوير جهوده باتجاه التأسيس لتواجد دولي يفتح آفاقاً رحبة للمبدعين العرب , ويضع الإنتاج التليفزيوني العربي علي خريطة الإنتاج العالمي , ويعرف العالم بالإنسان العربي وتطلعاته نحو السلام والتنمية والازدهار , ويدفع عنه الاتهامات الجائرة فهذا الجانب مازال منقوصاً .
 
السيدات والسادة :
- أننا نعيش الآن في منطقة من العالم تتعاقب عليها الصراعات والمعاناة علي محو اثر , ولازال يؤثر علي حالة الأمن الإقليمي بل والدولي , وكان السبب الرئيسي ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ، والسياسات الإسرائيلية التي أفرزت جموداً في عملية السلام والمحاولات المشبوهة التي لا تهدأ لتدمير فرص السلام كما لاحت , علي نحو ما شاهدناه ونشهده علي الطبيعة وتنقله لنا القنوات الفضائية من جرائم واعتداءات , ولسوف تشهد نفس هذه القاعة غداً اجتماعا , طارئاً لوزراء الخارجية العرب للنظر في سبل التعامل ليس فقط في مجزرة بيت حانون وإنما لنظر حالة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والسياسة الإسرائيلية التي أصبحت واضحة في عدوانها علي الشعب الفلسطيني وتداعياتها علي مستقبل المنطقة بأكملها , وخاصة وأن صور الدمار الذي ألحقته الآلة الإسرائيلية العسكرية بلبنان ما تزال ماثلة أمامنا , وقد أصبحت الحالة ماسة إلي إعادة النظر في بعض السياسات العربية إزاء الموقف الإسرائيلي العدواني ضد العرب من أهل الأراضي العربية المحتلة  والتعنت باتجاه إحلال السلام العادل والرافض لتوفير الأمن والأمان لشعوب المنطقة علي أساس المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية
- يظل كذلك من أسباب القلق العربي العام استمرار حالة الاضطراب الدموي في العراق بشكل يحول دون بلوغ ما يتطلع إليه الشعب العراقي بكل أطيافه – أثق في ذلك – للخروج من العنف الدامي الذي يطال أبناءه كل يوم , وإنهاء الاحتلال , وتثبيت أركان العملية السياسية وصولا إلي بناء عراق جديد موحد , ولازالت الجامعة تواصل التنسيق حكومة وممثلين للقوي السياسية العراقية والعشائر ومختلف الأطياف دينية ومذهبية وعرقية في محاولة جادة ومتكررة للتوصل إلي وفاق وطني انطلاقا من المبادرة التي أعلنتها باسم الجامعة العربية من بغداد في أكتوبر 2005 , وبالتضافر مع الأفكار العربية وخاصة العراقية في هذا الاتجاه .
‎- وهناك مواضيع أخري للقلق العربي سواء في الصومال أو في السودان أو في لبنان .
‎- تلك فقط بعض من الهموم السياسية التي تتعامل معها الجامعة , والتي تشير إلي حجم ما تضطلع به من مهام سياسية , في نفس الوقت الذي نحرص فيه علي رفع قواعد متينة للعمل العربي الجماعي في كافة المجالات التي تهم مجتمعنا , وتمس مصالح الإنسان العربي وخصوصاً المسائل التنموية اقتصادية واجتماعية والمسائل الثقافية , بل وأخيراً وليس آخراً المسائل الرياضية ممثلة في الإعداد للدورة العربية الحادية عشر للألعاب الرياضية نوفمبر 2007 , واليوم نهتم بهذا الجانب من الفنون العربية والإبداع العربي الذي لاشك يضيف ويضفي لوناً وطعماً علي العمل العربي المشترك
‎- مرة أخري أحيي جميع المشاركين في هذا الملتقي , وأحيي كذلك كل المبدعين علي أرضنا العربية , مؤكداً أنهم جزء هام من السياج الحقيقي لوطننا العربي ومبعث أمله في الحاضر والمستقبل .
 
وشكراً لكم جميعا
 


كلمة عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بملتقى المنتجين العرب 2006


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي