في عالم الدراما المصرية الكبار خارج الحسابات‬

بقلم : محمد قناوي 

فجأة وبدون مقدمات خلال السنوات الأخيرة أصبح كبار المخرجين الذين صنعوا مجد الدراما المصرية؛ خارج حسابات سوق الإنتاج الدرامى؛ وجلسوا فى منازلهم بدون عمل؛ وتاريخهم وحياؤهم يمنعهم أن يطرقوا أبواب مكاتب المسئولين عن الانتاج للبحث عن عمل درامى؛ وهم الذين كان العمل يبدأ عندهم ثم تتحمس له جهة انتاج"قطاع الإنتاج؛ صوت القاهرة؛ مدينة الانتاج" او منتج قطاع خاص؛ ثم اختيار البطل أوالبطلة وباقى فريق العمل وتكون النتيجة أعمالا درامية متميزة كتبت تاريخ الدراما المصرية بأحرف من نور؛ ولكن قبل سنوات تعرضت الدراما لعملية غزو من نجوم السينما الشباب بعد أن عانوا من حالة بطالة سينمائية فكانوا لا يقدمون سوى فيلم واحد فى العام؛ ورغم ذلك عندما ذهبوا للدراما فرضوا شروطهم التى كانوا يطبقونها فى السينما؛ وأصبح كل نجم يقدم مسلسلا يحمل اسمه ويتحكم فى تفاصيله من البداية للنهاية؛ ولكنهم واجهوا مشكلة فى انهم لم يستطيعوا السيطرة على مخرجى الدراما الكبار؛ فقرروا الاستعانة بمخرجيهم فى السينما والذين تعودوا على الاستجابة لكل مطالبهم؛ وشيئا فشيئا تم استبعاد الكبار من الشاشة؛ وحل محلهم المخرجون"الملاكى"لتفقد الدراما أهم عناصرها وقوتها خلال الثمانينات والتسعينات وبداية الالفية الجديدة؛ ولا اعرف الى متى تستمر هذه الحالة؟ وأسأل صناع الدراما ألم يحن الوقت لعودة الكبار مرة أخرى الى حضن الدراما التى صنعوا مجدها ؟ لقد سعدت جدا بعودة ملك الفيديو المخرج مجدى ابوعميرة بمسلسل "قوت القلوب"واعتقد ان النجاح الكبير للمسلسل وردود الافعال الطيبة من الجمهور والنقاد بمثابة شهادة بأن كما يقولون"الدهن فى العتاقى" واتمنى أن تعود المخرجة الكبيرة انعام محمد على المبعدة من 9 سنوات؛ والمخرج الكبير محمد فاضل الغائب منذ ثمانى سنوات وجمال عبد الحميد سبع سنوات؛ والمخرجة رباب حسين التى قدمت آخر عمل لها منذ 8 سنوات؛ والمخرج احمد صقر؛ المخرج هانى اسماعيل الغائب منذ خمس سنوات؛ والمخرج عمروعابدين المبتعد من 7 سنوات . يمكن بسهوله أن نحقق التوازن بين الشباب والكبار بأن تستعين شركات الإنتاج بالمخرجين الشباب الذين يقدمون مسلسلات أصدقائهم نجوم السينما والتى يفضلون أن يقدموها خلال موسم رمضان؛على أن يتم الاستعانة بالمخرجين الكبار لتقديم الاعمال الدرامية فى المواسم الاخرى بعيدا عن رمضان.. يا سادة "اللى مالوش خير فى الكبار مالوش خير فى حد تانى".