كتب ؛ عباس عبود 

* لدينا عدد مبالغ فيه من الفضائيات المختلفة الأغراض والتسميات ومصادر التمويل لكن لايوجد لدينا عدد كاف من مهنيين متخصصين يديرون هذا الكم من أطباق الإرسال وغرف الاخبار وجيوش المحترفين 
* تخرج من العراق ملايين الدولارات اشتراكات القمر الصناعي وملايين اخرى لادارة عشرات القنوات الفضائية لكنها لم تحقق شي 
* اعلامنا يفتقد التأثير ويعيش أزمة حقيقة 
* كيف لنا ان نؤثر في الاخر واكثر مدراء الفضائيات لايفرقون بين ادارة فضائية وبين ادارة صفحة فيس بوك ونجوم الاعلام
* اصحاب القرار لدينا يحصدون شهرتهم من زبائن سياسيين أدمنوا فضاضة اللفظ وصلافة التحريض واللعب بمشاعر الناس
* وبدل ان ينجحوا في صناعة الثقة للعراقي بنفسه ومستقبله صنعوا الاحباط وزرعوا بذور النكسة وأسهموا في ارتباك  المشهد الذي تنمو فيه الشائعة بسهولة ويكثر فيه التخبط والتسابق غير المدروس 
* في نشراتنا الإخبارية تضيع أو تتزاحم الرسائل ومعها جودة الخطاب الإعلامي بين رغبات الممول و ضغط الشارع ومحددات المهنة 
* اما الشكل فالكثير من القائمين على الفضائيات وأصحاب القرار يستمتعون بإهانة الاعلاميين والاستعلاء عليهم والتحكم بمصائرهم فلا قوانين تحمي الاعلامي الذي لايجد له مكان اذا خالف او خالفت مزاج أو رغبة صاحب القناة 
* الزحف علي الفضائيات لصاحبات الميوعة وصانعات التفاهة صار منهج البعض من سماسرة المهنة 
* كل يوم اسمع الكثير من القصص عن تسريح إعلامي أو الاستغناء عن خدمات إعلامية وفتح الباب أمام السماسرة والقوادين وبنات الليل لاحتلال الاستوديوهات وتسيد الشاشات 
* البعض لايفرق بين تاسيس فضائية وتأسيس دكان وإلا كيف لك  أن تؤسس فضائية ثم بعد شهور تشكو من نقص التمويل .. لماذا تؤسس مشروع لا يتمكن من الاستمرار .. لجهلة وتخيله  أن القناة الفضائية لعبة روليت في صالات (حجي حمزة) تحكمها ضربة الحظ ويغذيها النصب والاحتيال  
* هناك فضائيات تعتقد واهمة أنها بتغيير الوجوه تكسب فرص أكبر للنجاح .. وبالتاكيد هي تتناسى أن نجوم الشاشة هم هوية القناة وبصمتها فكيف تفرط بهويتك وبصمتك
* هي فضائيات ضيعت دورها وتناست تصنيفها ورصانتها وأخذت تبحث عن (الطشة)
* وماذا بعد ... 
هناك جرائم حقيقية (مسكوت عنها عن قصد ) تحصل داخل أسوار فضائيات أخرى .. جرائم تنتهك فيها الأخلاق والشرف والمهنية والامانة وينتهك فيها الله والإنسان 
وأخيرا وبصدق أقول : 
علينا أن نعي أن غالبية الجسد الإعلامي العراقي مصاب بإيدز الفساد دون أن يدري ويسهم كوسيط في إنتشار وتفشي هذا الوباء وأيضا دون أن يدري أنه يحمل وينقل ولا أحد يتمكن من تشخيص أو إكتشاف الكارثة  إلا من خلال فحص مختبري دقيق .. لذلك يتسابق الجميع لعمليات التجميل وغرف المكياج لإخفاء ملامح الوباء

مخلص الكلام يا سادة 
الاعلام لدينا .. ليس  (ان تعرف اكثر) .. وليس  (الراي والراي الاخر) بل 
ان تكسب اكثر .. والراي والراي نفسه .. الكل يسير ببركة المال السياسي وبنات الليل ولصوص النهار