الزهار : القوافل الثقافية بداية لتحرك وزارة الثقافة نتمني ان يستمر

مكتوب بواسطة
  • منذ 4 سنة
  • 814


الزهار : القوافل الثقافية بداية لتحرك وزارة الثقافة نتمني ان يستمر

إيناس عبد الدايم .. المواجهة والتجوال

كتب محمد صلاح الزهار

كثيرا ما تعجلت السيدة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، منذ تكليفها بالوزارة، كي تبادر بتقديم مشروع ثقافي ضخم يهدف لاثارة الحوار والجدل داخل المجتمع الذي اوشك علي التجمد والتصلب، جراء الفقر الثقافي الذي عشناه سنوات وعقود طويلة لأسباب مختلفة. 

الحقيقة ان كثيرين من المقربين من السيدة الوزيرة، دافعوا عنها وبرروا تأخرها، بأنها من المسئولين الذين يميلون الي التأني قبل اتخاذ القرارات والهدؤ في العمل، ورغم ذلك كنت وغيري كثيرون يستعجلون ايناس عبد الدايم كي تعيد لوزارة الثقافة دورا غائب لعقود طويلة في تلبية الاحتياج الثقافي للناس، وخاصة الشباب الذي وقع كثيرون منهم اسري لتجار الدين ، وباتوا جناة مجني عليهم، بعدما واجهوا قصورا منوعا من غالبية اجهزة الدولة، ومن بينها وربما واهمها المرافق الثقافية والتعليمية والدينية .

 وقبل أيام قليلة تابعت اخبارا نشرتها الصحف والمواقع الإخبارية عن قافلة ثقافية، عبارة عن فرقة مسرحية تتجول داخل قري ونجوع المنيا لتقدم عرضا مسرحيا وسط الناس في تلك الأماكن البعيدة عن اهتمام الحكومات المركزية منذ عقود طويلة، اللافت ان الفرقة المسرحية، كما تابعت في التفاصيل، تتنقل كل يوم بين القري والنجوع ، بممثليها وبالديكورات والموسيقي والإضاءة،  لتقدم عروضها المسرحية .

ذهبت الي قرية ريحانة بمركز ابو قرقاص بمحافظة المنيا، لمشاهدة عرض مسرحية " ولا البلد " رأيت أمرا مثيرا للمشاعر والاحاسيس .. رأيت مسرحا مقام بفناء احد المدارس، اجمل ما في ذلك المسرح انه مقام بأدوات وامكانات محدودة ، ولكنه نجح في جلب مئات وربما آلاف من المشاهدين من أهل القرية ، بكافة فئاتهم ، تفاعلوا بشكل كبير مع عرض مسرحي للمرة الأولي منذ عقود طويلة عانوا خلالها التجاهل والإهمال.

رأيت مجموعة من الفنانين الواعدين من الخريجين الجدد وطلبة السنوات النهائية بأكاديمية الفنون، رأيت في عيني كل منهم حماس واندفاع شديد واقتناع تام، بأهمية تواجدهم وسط اهل نجوع وقري الصعيد وخاصة المنيا ، وأزعم ان بين أولئك الموهوبين من سينضم خلال سنوات قليلة لقائمة المشاهير، رأيت ايضاً تناغما بين وزارات الثقافة والتنمية المحلية والشباب وغيرهم.

علمت ان تلك العروض المتنقلة تتم ضمن ما اطلق عليه مبادرة مسرح المواجهة الذي تضطلع بتنفيذها في كافة انحاء الوطن فرقة المواجهة والتجوال، التابعة للبيت الفني للمسرح معالي وزير وبالتعاون مع إدارة البرامج الثقافيه بوزارة الشباب والرياضة والهيئة العامه لقصور الثقافة.

الحقيقة لا تسعفني الكلمات للتعبير عن مدي تقديري وإعجابي بمبادرة المواجهة، وأطمح وأحلم بأن تتطور الفكرة اكثر وأكثر، وانقل عن مسئولي هذه المبادرة املهم في ان تدبر لهم الدولة حافلتين سيارتي اوتوبيس) مجهزتين ، يمكن تحويلهما لمسرح متنقل يساعد وييسر التنقل وتقديم العروض المسرحية، وخاصة في القري والنجوع.  

وأتمنى أيضا ان تتعاظم جهود كافة اجهزة الدولة مع وزارة الثقافة، لدعم هذه الجهود الساعية الي تقديم خدمة ثقافية كانت مفقودة لاناس لهم حقوق كبيرة مهدرة منذ سنوات طويلة، ما كبدنا خسائر جمة لا يمكن حصرها ، ماديا ومعنويا، وأظن ان افدح الخسائر التي تكبدناها، هم الشباب الذين سقطوا في حبائل تجار الدين، هؤلاء الشباب فقدناهم ، وبدلا من ان يكونوا سندا للوطن باتوا أدوات حرق وقتل وتخريب.

اتمني ان تنتبه اجهزة ووسائل الاعلام المختلفة لمبادرة وزارة الثقافة وان توليها الاهتمام  اللازم .

يحسب للسيدة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة ومعاونيها في البيت الفني للمسرح وهيئة قصور الثقافة، احياء الوجود الثقافي داخل قري ونجوع مصر، لتحقيق مصطلح، اكرره نقلا عن معاوني وزيرة الثقافة، هو تحقيق العدالة الثقافية .

يا سادة يا كرام .. لابد ان نتذكر ان اخر عرض مسرحي شاهده اهل الصعيد، هو العرض الذي قدمه زعيم الفن والابداع عادل امام قبل اكثر من ثلاثين عام بأسيوط وقتما تصاعدت الأنشطة الارهابية هناك.


الزهار : القوافل الثقافية بداية لتحرك وزارة الثقافة نتمني ان يستمر


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي