ابوذكري ؛ إعلام الحروب إعلام ديكتاتوري ولا يقبل الرأي الآخر

مكتوب بواسطة
  • منذ 4 سنة
  • 972


ابوذكري ؛ إعلام الحروب إعلام ديكتاتوري ولا يقبل الرأي الآخر

كتب د. ابراهيم ابوذكري 

أنهى وزير النقل الفريق كامل الوزير المداخلة مع وائل الإبراشي قائلًا : "بشكرك يا أستاذ وائل .. واللي عملته الحكومة أنا قلته في برامج أخرى". بمعني ان هذا التليفزيون لا يستحق ان أعمل من خلاله مداخله ولن اتحدث معكم   .. كما اعتقد ان ملخص هذه النهاية تشير أصابع الاتهام الي التلفزيون المصري كله وأصحاب قرار التطوير وأنه آن الأوان وجب الإصلاح بعد هذه الأزمة التي نبهنا اليها وأنها بالضرورة ستحدث طالما أننا نتعامل مع إعلام الدولة بروح التنافس وعلي إقتناص المشاهد .. وصيد الإعلانات والتكالب عليه .. كما وأني حذرت من نوعية التقديم التلفزيوني بمدرسة الصراخ والتهويل لوائل الإبراشي وغيره من مقدمي برامج يناير .. وقلنا أنها لا تصلح الآن للتليفزيون المصري خاصة ونحن نعيش معارك متعددة .. 
ومنذ أن أقدم التليفزيون المصري علي ما أطلق عليه بالتطوير .. ونحن نقول أن مصر الآن في أمس الحاجه الي إعلام دولة .. يتفاعل مع مشاكل الدولة بمهنية يتبني وجهة نظر الدولة بعقلانية ويُخَدّمْ عليها .. ويساعدها كونه الوحيد وسيلة الاتصال والتواصل بين أصحاب القرار والشعب المصري والعالم .. ويكون الناطق الصادق الموثق باسم الدولة
وما حدث مع وزير المواصلات الفريق كامل الوزير الذي ينتحر يوميا (ولا أحد ينكر مجهوده سوي جاهل أو حاقد ) للمساهمة في بناء الدولة هو ما تحفظنا عليه وتوقعنا حدوثه بل أكثر منه ولنا تجربة سابقة مع خيري رمضان ونحمد الله أنه حدث ذلك .. لعل وعسي يتعظ أصحاب القرار ويسمعون ويتفهمون بأهمية الاستراتيجية المطلوب في هذه الظروف التي تعيشها مصر والتي غابت .. فكانت هي سبب أزمة كامل الوزير وانفعاله علي تلفزيونه .. والتي لم تتوفر أيضا عند ألأستاذ وائل الإبراشي .. كما يبدو والله أعلم أن ألأستاذ وائل لا يعلم أن لدينا في مصر حروب شرسة متواصلة ومتنوعه ونحمد الله علي أننا قادرون علي مواجهتها بعيدا عن الإعلام الحالي وأدواته التي لم تكتمل بعد ..  وكل حرب منها لها شكل وظروف ومعطيات خاصة بها وتمتلك أطرافها الأسلحة .. والأسلحة المضادة المناسبة والتقليدية لها  وأهم سلاح من هذه الأسلحة في كل هذه المعارك هو سلاح المعلومات وحرفية جمعها .. وتوفيرها لأصحاب القرار .. للتعرف علي المواصفات الرئيسية للعدو والإمكانات والإمكانيات المتوفرة لدي العدو ولدينا للمواجهة ما كان متخفيا منها وما ظاهر .. ومن هنا توضع خطط المواجهة والعلاج 
فالجميع يعلم أن مصر منذ سنوات لديها مجموعة من الحروب المتوازية .. والفاعلة والمتفاعلة علي أرض الواقع وبنفس الزمن  وبالتوازي .. 
فلدينا حرب ضد الاٍرهاب .. وحروب يومية ضد الفساد .. والمخدرات .. والجريمة بكل أنواعها المنظمة منها والعارضة .. 
كل هذه الحروب نحمد الله علي أن لدينا الأسلحة والقوة الرادعة لها جميعا .. وأنضم الي هذه الحروب .. حرب عالمية نحن جزء منها ضد الفيروس المستجد كرونا وللاسف العالم كله ليس لديه الأسلحة الرادعة له الي الآن .. وتعتبر هذه المعركة من وجهة نظري انها "أم المعارك " .. 
وتأتي وسط هذه الزوبعة من الحروب معركة كبري وندعوا الله أن تستمر بانتصاراتها المتتابعة رغم صعوبة الاستمرار بها لما لدينا من هذا الكم من العداء الخارجي وبعض من القصور الداخلي فلابد أن يكون لدينا الإصرار علي أن ننجح في هذه المعركة من البناء والتشييد .. والمحافظة علي الاقتصاد وإحتياجات المواطن اليومية والمستقبلية .. 
ومن هنا الضرورة أن يأتي دور اعلام الدولة .. فهو ملازما لكل ما يتصل بحياتنا .. والمفروض انه معنا في السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ .. وفي مواجهة الحروب الإعلامية المصاحبة لكل هذه المعارك  والحروب التي تواجهها الدولة. 

والآن وبمناسبة السقطة الاعلامية الكبري التي سقط بها التليفزيون المصري .. والحديث مع شخصية لها كيانها في محاولة التقليل من شأنها  ومقدم البرنامج متعالي علي ضيف التليفزيون المصري تليفزيون الدولة مع ضلع اساسي من كيان الدولة  وهو يساله بقلة ذوق واستهانة مرفوضة وليست بالمنهنية علي الاطلاق .. خاصة الحديث مع شخصية مثل كامل الوزير وبهذا التوقيت نبحث جميعا علي ثقة المواطن باصحاب القرار.

نكرر ما نطلبه مرارًا وتكرارًا .. فنحن في أمس الحاجه الي إعلام حرب .. وقد ناديت هنا وفي اكثر من موقع وطالبت أكثر من مرة أن تعلن الدولة عن غرفة عمليات إعلام حرب كما تعلن الدولة أنها ونحن الشعب وجيوشنا في كل المواقع في حالة حرب .. ولكل الذين لا يعلمون معني اعلام حرب أقول لهم باختصار إعلام الحروب ..

هو إعلام مقيد .. موحد .. منظم .. ككتيبة بالقوات المسلحة .. له غرفة عمليات يومية .. يديرها شخص واحد مؤتمن واعي للظروف التي من اجلها كونت هذه الغرفة .. يساعده مجموعة من صناع الاعلام المهنيين والمقيدين بما يخطط لهم من المتخصصين من جنود وخبراء وأصحاب القرار بالمعركة .. وهم الوحيدين مصدر الاخبار والمعلومات التي تدخل غرفة عمليات الاعلام وتطبخ جيدا من جميع اطرافها ثم يصرح بها للنشر .. وويضم للجنة أيضا علماء في العلوم موضوع الحرب .. بالإضافة الي علماء السيكولوجيا .. لتجييش الجماهير وراء القيادة السياسية وأصحاب القرار بالحرب للحرص علي تماسك الجماهير  ومساندتهم لجنود وعناصر الحرب .. ونستطيع أن نصف سياسة هذه الغرفة للاعلام  بأنه  "إعلام دكتاتوري"  ذو الرأي الواحد .. وتسخر فيه كل أجهزة الدولة  العام منها والخاص  لخدمة محتوي المعركة.. ولا مجال فيه للرأي والرأي الاخر .. ولهذه اللجنة بهذه الغرفة أن تحدد ما ينشر وما لا ينشر وتسقط جمع شعارات الحرية والتعبيرات الحنجري التي تزاول لاسقاط الدولة ويختفي فيه تماما كل الشعارات والتسميات التي تستخدم بالاعلام الترفيهي وليس به ضربات صحفية فهو إعلام موحد ملتزم بخطة الدولة واتجاهها وهذا لم نشاهده في مدرسة المطورين لتليفزيون الدولة المصرية .. فنحن لا نحتاج الي نشطاء التقديم الذين يتزايدون ويتناحرون يتناظرون ويتنافسون علي الإثارة لجلب الإعلان.. فإعلام الحرب غير إعلام السلم .. وأهم ما يظهر الإعلام هو كونه إعلام مناسبات .. فلكل وقت له شكل وخطط وظروف وملابسات اخري كالوقت والزمن والموضوع وبعيدا عن عنتريات النقد لجذب المشاهدة المزيفة الذي أطلق عليه أكثر من تسمية فالإعلام المطلوب هو إعلام الإدراك والاتزان والالتزام بالمعركة ..  ويستمر هذا الالتزام .. الي أن تنتهي المعركة وتنتصر فيها الدولة والشعب علي العدو .. ونؤكد ونكرر ؛ .. 
عندما تنطلق المعارك .. لا يعلو صوتًا .. أعلا من صوت المعركة.   


ابوذكري ؛ إعلام الحروب إعلام ديكتاتوري ولا يقبل الرأي الآخر


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي