إكرام الزعبي : إطمئنوا فبتراحُمنا وتكافلنا ولُطف الله بنا سوف ننجوا

مكتوب بواسطة
  • منذ 4 سنة
  • 872


إكرام الزعبي : إطمئنوا فبتراحُمنا وتكافلنا ولُطف الله بنا سوف ننجوا

ولي العهد بالمملكة الأردنية الهاشمية قال في رسالة للأردنيين أن الأردن قد ضرب اروع الامثلة في العالم في حكمة جلالة الملك عبد الله في سرعة أتخاذ القرار المناسب ووضع سلامة كل الاردنين فوق كل الاعتبار 

وفي نفس الاتجاه  كتبت الكاتبة الصحفية الأردنية  اكرام الزعبي  
علي صفحتها بالفيس بوك تقول : 
إحنا مش شعب ( فجعان ) !  لكن الخوف الآن هو ما يسيطر علينا وعلى البشر، وقد ينقذهم أيضاً إذا ما فهموه (وألزمهم البيوت ).
وأشارت الي مقال كتبته - بعد طول غياب- حد قولها ونشره الزملاء الأعزاء في عمون (الحاضرة دوماً بكل ظروف الوطن) 
وشكرت الكاتبه موقع آمون وتطمئن قراءها بقولها .
أطمئنوا فسوف ننجو
ومن هنا نقدم المقال الي قراءنا في كل مكان فهو موجه ليس للشغب الأردني فقط متعاقد انه موجه الي البشرية كلها واليكم لمقال  كما كتبته الكاتبة اللامعة اكرام الزعبي التي تقول فيه : 
حينما يضغط على الناس القَهر والبؤس ‘ يصبح العنف ضرورة سيكولوجية" .
من أقوال كولِن وِلسون 

الخوف المُسيطر على الناس طبيعي جداً مع قوافل الموت التي نراها كل يوم . ومع التهويل الإعلامي العالمي ، ونداء التحذير غير المصحوب بالتوعية من أطبّاء النفس الذين يتقاضون كشفيات باهضة ولا نسمعهم في الأزمات إلا قليلاً، ومن وسائل الإعلام التي تُغطي الحدث كأولوية دون تحليله غالباً ، دخلت الناس في حالة ذعر . ومع الخوف على الرزق الذي كان – بالوضع الطبيعي – مصدر قلق وعصبية للأردنيين ، صار سلوك بعض الناس مُخالفاً حتى لتوقعاتهم عن أنفسهم . 

الخوف من (المجهول )أيضاً وهو الحالة العالقة بنفس كل البشر اليوم، يجعل الناس تتخبّط وتُعبّر عن ذلك بما نسمعه من تعصيب الأزواج والأولاد . وما حالة انفتاح شهيتنا للطعام وبخاصة أولادنا ، سوى تعبير عن (غريزة البقاء) ؛ صديقة لي تقول أولادي تحولوا إلى جّراد ! ( أكلوا الدنيا )، فالإنسان إذا تم تهديد حياته يلجأ لما يُبقي على حياته وهو (أولاً) الطعام . 
هذه النقطة بالذات أتمنى أن تصل لكل أهل بلدنا الطيبين : نحنُ نأكُل خوفاً لا جوعاً ! وأتمنى أن يشرح الآباء ذلك لأولادهم ليرحموهم من كثرة الإستهلاك ؛ فمعظم الناس قد استنفذت بسرعة عجيبة كل ما اشترته من الأسواق . 
فالقصّة بتقديري ليست في أننا شعب (فجعان) كما آذانا البعض بكلامه ، لكننا بشر نخاف فنأكل ، ونتوه فنُعصّب . الآن هذه دعوة لضبط النفس والتمسّك بالأخلاق أولاً، ولتطبيق فحوى الدين من صبر وتراحم وتكافل ؛ وتمثُّل تراثنا الإجتماعي كشعب الفزعة و(العونة )عبر تاريخنا الطويل ، وأراهن بأننا سنستمر كذلك . وأراهن أيضاً أن ( كارما ) وفضيلة العطاء الذي قدّمناه لكل مَن طَرق أبوابنا ، ستعود على بلدنا وناسنا الشرفاء الكرماء بالخير والوّفرة . 
إهدأ يا شعبنا الأردني العظيم الذي ليس لأخلاقه مثيل . تنفسّوا وابتسموا وصلوا على النبي، ونظّموا أنفسكم ، وساعدوا الدولة التي –ما قصّرت بهذا الظرف – وكونوا قدوةً لكل العرب كما كنتم دائماً . واثقة بأن أثرياء البلد سيساعدون معسوري الحال ، ربما ليس الآن وإنّما بعد قليل ، فلا تستعجلوا . 
دمّعت من شدة كرم( الفقراء )الذين دفع كثير منهم ديناراً لربطة خبز الجار ، ودمّعت لمن رفض أخذ باقي ثمن الدواء وطَلَبَ من الصيدليات أن :" خلوها للي مش قادر يدفع " . ودمّعت لمن بعث بسيارة الخبز الى جيرانه المُعدَمين ، ودمعت لمن (بًدّى ) وقدّم غيره على نفسه وخاصة في القُرى والأطراف . 

اطمئنوا يا شعب الكرامة والإنتصارات ؛ فقد تطول هذه الجائحة بما هي إمتحانٌ إلهي للبشرية جمعاء – وهذا مقالي القادم – اطمئنوا ؛ فبتراحُمنا وتكافلنا ولُطف الله بنا ، سوف ننجوا .


إكرام الزعبي : إطمئنوا فبتراحُمنا وتكافلنا ولُطف الله بنا سوف ننجوا


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي