أصحاب المقام إبراهيم عيسي ومحمد العدل قدما سيمفونية سينمائية بفيلم 2020

مكتوب بواسطة اعلام الاتحاد
  • منذ 4 سنة
  • 563


أصحاب المقام إبراهيم عيسي ومحمد العدل قدما سيمفونية سينمائية بفيلم 2020

 كتب ابراهيم ابوذكري 
أسم السيمفونية السينمائية التي بثت تحت اسم صاحب المقام .. حمل مع الأسم معاني كثيرة كانت كامنة في وجدان المشاهد وفجرتها هذه السيمفونية للفيلم الرائع من روائع الكاتب الصحفي صاحب الابعاد الرباعية ابراهيم عيسي ومن اخراج المخرج الشاب محمد العدل الذي حير النقاد مسلسليه عن اليهود وطرقه لهذا الموضوع الشائك بشجاعة وفجر لكثير من المواضيع الجدلية التي تحمل خطابات اعلامية متعددة ومتضاربة عن قضية فلسطين 
 محمد العدل في هذه السمفونية عرض علي الخواص جدا وبعض العامة من مشتركي شاهد هذا الفيلم لشخص ومبني واسم ومعني (صاحب المقام) تجسدًا لإسقاطات تشير الي معاني ورمزيات بداية للرجل المتعارف عليه المتعجرف الأناني الذي لا يشعر ولا يري حتي ابنه ويعيش بيننا هذه الأيام ونراه ونتعامل معه مجبرين .. هو نفسه  (صاحب المقام) الذي رمي قلبه ووجدانه ومشاعره جانبا وترك المصلحة والنجاح والمال والسلطة تتحكم فيه وأصبح صاحب المقام العالي صاحب المكان الذي يدفن في أولياء الله الصالحين الذيي ينعش الآمال وينعش مشاعرك الطيبة بالأمل والرجاء في صدور العديد منا ويتباركون به وفيه وبالخير الذي يكمن بين جدرانه والممكن أن يقدمه لمريديه   
ومن المؤكد أن (صاحب المقام)  أيضًا هو آسر ياسين النجم الذي لم يختلف عليه الكثيرين منا فهو ممثل جامد جداً من العيار الثقيل الذي أري فيه نجومية لم يسبقه فيها أحد .. فلديه أدوات الممثل المتمكن الذي يصل الي وجدان المشاهد دون إستئذان .. تجلت روح شخصية يحيى فيه بحيوية الرجل الظالم .. المفتري .. الفاسد .. القوي الذي لا يؤمن بالعالم الروحاني .. كذلك هو النجم (صاحب المقام) الذي واصل بالآداء المتميز وبهدوء وثبات شخصية يحي المتحولة من حال الي حال وأنقلنا بالتحول الرهيب الي النقيض بشخصية تحب الخير وتزاوله وتتمتع بآداءه ،،  
وتابعت شخصية النجمة المتألقة يسرا التي لم يكن لها اسم غير كلمة (مش مهم) في شخصيات مختلفة برسالة واحدة مضمونها أن لا شيئ مهم غير العمل الصالح وهي الرسالة الأقرب لراحة البال والا مبالاه وصدق المشاعر المتصالحة مع النفس البشرية المتاصل فيها الخير والتي قدمتها الفنانة يسرا بخبراتها المتراكمة فأضافت اليها الكثير وأستطاعت أن تدخل بها الي وجداننا وتقتحمه علي الرغم من قصر مشاهدها وندرة تواجدها مع الأحداث الذي كنّا نشاهدها بوجداننا وليس بعقولنا كنقاد أو متخصصين التي إستطاعا أصحاب المقام .. الكاتب ابراهيم عيسي والمخرج محمد العدل أن يوصلون كل الرمزيات المخفية والظاهر منها الي عقلية المشاهد ويغرسون في وجدانه عمل الخير دون النظر الي نتائج عمله وكما يقولون  (أعمل الخير وأرمه في البحر ) ولا تتوقف وتقف تنتظر النتائج علي الشط. 
أبدع الكاتب وجسد المخرج هذه الرسائل المتنوعة ببراعة في هذا الفيلم الذي به كثير من الرمزية نراها جليا في كل شخصية عرضها لنا المخرج من خلال رؤية إبداعية في توصيل رسائل كثيرة متعددة ايجابية مصرية بها حيوية ومبادئ وقيم مجتمعية وجذور إبداعية مغروسة في ثقافة الشعب المصري الطيب فقد رأي الكثير منا نفسه في العديد من الشخصيات التي احتواها الفيلم والتي يحب أن يراجع كل نفس نفسه ويتأكد أنه شخص قادر أن يوجه نفسه الي ما يريد وأن يصحح كل شئ لديه من أشياء سلبية الي أعمال تنظر الي  بساطتها تجدها لدي الآخرين عظيمة وإيجابية فتكون مفيدًا لكل من حوله. 

بيومى فؤاد .. وما ادراك ما بيومي فؤاد ..  أيقونة التمثيل ..  وقف علي كتفي شخصية يحي التي جسدها ببراعة آسر ياسين توأمين هما الملكين الواقفين علي الكتفين .. واحد هو ملاك الخير .. والآخر ملاك الشر الذي أبدع الكاتب والمخرج في إختيار الفنان العبقري  بيومي فؤاد ليوثق لنا هذاين الوصفين للملائكة التي وُكِّلت بكتابة كل ما يعمله إبن آدم من خير أو شر ، وهما وصفان صادقان على كل منهما ، فالملك الذي عن اليمين رقيب وعتيد علي الخير ، والملك الذي عن الشمال صفته أنه رقيب وعتيد علي الشر . يقول الله عز وجل : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ  وَنَعْلَمُمَا تُوَسْوِسُ   بِهِ نَفْسُهُ  وَنَحْنُ  أَقْرَبُ  إِلَيْهِ  مِنْ  حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ  عَنِ  الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ  قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ  مِنْ  قَوْلٍ إِلَّا  لَدَيْهِ  رَقِيبٌ  عَتِيدٌ) صدق الله العظيم 
فقد كان بيومي فؤاد مجسدًا الرقيب العتيد بالخير وجسد ايضا الرقيب العتيد بالشر ساعد بتوصيل الفكرة اختيار المخرج وورق الكاتب فكرة تشابه الملكين العتيدين المراقبين للإنسان بتوأمة الشكل 
ونأتي الي المدمن المستهتر بالدين والأخلاق والرجولة الذي يعيش علي كتف وعناءزوجته .. الرجل العاصي الذي عندما إحتاج قدرة الخالق لإنقاذ إبنته فاستحى أن يتوجه الي الله بنفسه وهو العاصي فأرسل خطابه موقع باسم إمرأته كعادته .. رسالة  صعبةجداً أن تصل الي وجدان المشاهد بيسر في عده مشاهد قصيرة فكانت تحتاج الي ممثل قادر فاهم دارس هو محمود عبد المغنى ..
تجلي وأبدع عبد المغني وهو يناجي القادر المقتدر والرحمن الرحيم ..نادما .. باكيًا علي ماضي سيئ  لم يتخيل أن يغفره له ولا يعلم انه الغفور الرحيم القوي القادر المقتدر .. فكانت مشاهده قمة في روعة التوصيل المتميز
ويأتي صاحب الدور الأولي والأشمل بالإشادة به وبالفيلم وأدواته بتجسيد كان ما حلم به الكاتب ابرهيم عيسي .. المخرج محمد العدل .. كون فريقا رائعا من الفنانين والفنيين واستطاع بهم أن يبدع من خلال ادواته الإخراجية ويقدم لنا جرعة سمينة من حركة الكاميرا الذكية بآلياتها المتعددة والتي أمتعتنا لروية صورة وحركة وإضاءة وموسيقي تصويرية منظومة متكاملة أوصلتنا لاحساس جميل لحالة سامية جاذبة للمشاهد وكانت النتيجة فيلم جيد يستحق المشاه 
لي ثناء كبير علي هذا الكم الهائل من النجوم المتميزين الذين حملوا لنا رسائل وكانوا أدوات لينه في يد المخرج لتأكيد أمال الخير وروعته وجماله وفرحته ...  الجميع أدواهم كانت صغيرة ومشاهدهم كانت محدودة ولكنهم كلهم أبطال دون إستثناء والتي وردت أسماءهن وأسمائهم علي التتر  فكانوا ممثلون رائعون  ضيوف شرف  حقيقين علي المشاهد فنجد حارس المقام مقدم الخير في ابدع صورة لمحسن محى الدين 
والأب المحروم من رؤية إبنه دون سبب عارضًا أهمية مشكلة للشباب الضائع الفاقد للهوية ابراهيم نصر ونموذج للتوبة الحقيقية  التي يرضي بها الخالق يأملها كل خاطئو مخطئ في حق نفسه ودينه فكانت فريده سيف النصر  وهاله فاخر ومحمد لطفي ومحمود مسعود .. كانوا كلهم رائعين جميعا ومبدعين

وأخيرًا أثبت المنتج أحمد السبكي، انه رائد في مقدمة رواد صناعة السينما بمصر والعالم العربي وجب علينا الثناء عليه لشجاعته للقدوم علي إنتاج وعرض الفيلم في عصر اصبح فيه الإنتاج ثقيلا علي المنتجين المحبين للعمل السينمائي ويخشون الفشل من إغلاق دور العرض وأيضا احجاب بعض القنوات علي شراء الأفلام المصرية. 
 


أصحاب المقام إبراهيم عيسي ومحمد العدل قدما سيمفونية سينمائية بفيلم 2020


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي